الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } * { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ } * { مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } * { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } * { كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ } * { كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } * { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } * { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } * { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } * { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } * { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ } * { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } * { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ }

{ أهم خير } يعني مشركو مكة خير أعز وأمنع وأكثر مالاً وعدداً { أم قوم تُبّع } الحميري كان مؤمناً وقومه كافرون، ولذلك ذم الله قومه ولم يذمه، وهو الذي سار بالجيوش أو خير الخيرة وبنى سمرقند، وقيل: هدمها، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا تسبوا تبعاً فإنه كان قد أسلم " وعنه: " ما أدري كان تبعاً نبياً أو غير نبي " ، وهو الذي كسى البيت، وقيل: لملوك اليمن التبابعة لأنهم يتبعون، وإنما ذكر تبعاً لأنهم عرفوا أخباره لانتشاره وقرب زمانه ومكانه منهم، وكان في مكة والمدينة والطائف، وأجرى أنهاراً، وأبر ناراً، وفتح بلاداً { والذين من قبلهم } من الأمم الماضية { أهلكناهم } لما كفروا { إنهم كانوا } قوماً { مجرمين } مذنبين { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين } غائبين، يعني لم يكن الجزاء مع التخلية في الدنيا لكان ذلك عبثاً { ما خلقناهما إلاَّ بالحق } قيل: إلا بغرض صحيح وهو أن يُطيعوه فيستحقوا الثواب، وقيل: إلا لداعي الحكمة { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أن الغرض الذي لأجله خلقنا الانسان { إن يوم الفصل } يوم القيامة وفيه يفصل بين الخلق أمورهم { ميقاتهم أجمعين } يعني وقتهم الذي أمهلهم إليه { يوم لا يغني مولى عن مولىً شيئاً } أي لا يدفع صديق عن صديق، ولا ابن عم عن ابن عم، ولا ولي عن وليه من العذاب الذي نزل به { ولا هم ينصرون } أي ولا ينصرهم أحد { إلا من رحم الله } من المؤمنين، أي أنعم عليهم فإنه يشفع، وقيل: لا يشفع أحدٌ إلا من رحم الله وأذن له بالشفاعة { إنه هو العزيز } القادر الذي لا يمتنع عليه شيء { الرحيم } بعباده، قيل: نزل قوله: { إن شجرة الزقوم } { طعام الأثيم } في أبي جهل وكان يقول: ما بين لابتيها أعز وأكرم مني، فيقال له يوم القيامة توبيخاً: ذق إنك أنت العزيز الكريم كما زعمت، وروي أن أبا جهل دعا بتمر وزبد وقال: زقموا فإن هذا الذي يخوفكم به محمد { إن شجرة الزقوم } { طعام الأثيم } وهو الفاجر، وهي شجرة تأخذهم بحلوقهم وتحرق أجوافهم { كالمهل } وهو ما أذيب بالنار { يغلي في البطون } { كغلي الحميم } الماء الحار { خذوه } ، يقال: { خذوه فاعتلوه } بشره وعنف وجروه إلى { الجحيم } ، وقيل: ادفعوه { إلى سواء الجحيم } أي وسط النار { ثم صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم } الماء الحار يقال له حميم { ذق إنك أنت العزيز الكريم } الذي دعيت بالعزة والكرم، وقيل: العزيز في قومك الكريم فيهم، وقيل: هو على النقيض كأنه قال: أنت الذليل المهين، إلا أنه قيل: ذلك على وجه الاستخفاف به { إن هذا ما كنتم به تمترون } أي يقال لهم: إن هذا ما كنتم به تشكون، ثم عطف الوعيد بذكر ما أعدّ للمتقين فقال سبحانه وتعالى: { إن المتقين } الذي اتقوا معاصي الله { في مقام } في موضع إقامة { أمين } قيل: أمنوا العذاب وأمنوا زوال النعمة { في جناتٍ } بساتين فيها أشجار { وعيون } أنهار جارية { يلبسون من سندس واستبرق } نوعان من الحرير، وقيل: السندس الحرير والاستبرق الديباج الغليظ { متقابلين } أي يقابل بعضهم بعضاً { كذلك } قيل: كذلك فعلنا بهم، وقيل: كذلك على تلك الحالة { وزوجناهم بحور عينٍ } وهي النساء النقيات البياض، وقيل: الحور البيض والعين واسعة العين، وقيل: يحتار فيهن الطرف لبياضهن { يدعون فيها بكل فاكهة } اسهرا لها { آمنين } من نفادها، وقيل: آمنين من الموت { لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى } إلا بمعنى سوى، وقيل: بمعنى لكن الموتة الأولى وإنما استثنى لأنهم به أخبر بذلك في الدنيا فيصح الاستثناء فيه عن القاضي { ووقاهم عذاب الجحيم } { فضلاً من ربك ذلك هو الفوز العظيم } الظفر العظيم، ومتى قيل: إذا كان مستحقاً فكيف يكون فضلاً؟ قالوا: سبب الاستحقاق هو التكليف والتمكين وهو تفضل منه، وقيل: لأنه خلق وأنعم فاستحق أن يعبد ويشكر وإذا جازى على الفعل كان فضلاً، وقيل: لأنه أعطى المستحق وزاد، أعطى على القليل كثيراً { فإنما يسّرناه بلسانك } أي مهلناه، وقيل: جعلناه بالعربية ليسهل عليك { لعلَّهم يتذكرون } ما فيه من الأمر والنهي والوعد والوعيد { فارتقب إنهم مرتقبون } أي ارتقب للمجازاة وإنهم مرتقبون، وقيل: انتظر بهم عذاب الله فإنهم ينتظرون بك الدوائر.