الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ } * { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ } * { فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } * { يَغْشَى ٱلنَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ } * { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ } * { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } * { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ } * { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ } * { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } * { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }

{ رحمة من ربك } أنزلناه رحمة، وقيل: أرسلناه رحمة { إنه هو السميع العليم } لما يقوله المحق والمبطل { رب السماوات والأرض وما بينهما } يعني خالقهما ومالكهما { إن كنتم موقنين } إن الله ربكم ومحمد رسول الله { لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين } أي خالق الجميع { بل هم } يعني الكفار { في شك يلعبون } في أحوال الدنيا والقرآن إذا قرئ عليهم { فارتقب } انتظر هؤلاء ومجازاتهم { يوم تأتي السماء بدخان مبين } اختلفوا في الدخان فعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبه أخذ الحسن: " أنه دخان يأتي من السماء " ، قيل: يوم القيامة يدخل في اسماع الكفرة ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كتيت أوقد فيه، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أول الآيات الدخان يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة " ، وقيل: أن قريشاً لما استعصت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا عليهم وقال: " اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف " فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهن وكان الرجل منهم يرى بين السماء والأرض الدخان، وكان يحدث الرجل الرجل يسمع كلامه ولا يراه من الدخان، فمشى إليه أبو سفيان ونفر معه وناشده الله والرحم، وواعده إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا فلما كشف عنهم رجعوا إلى الشرك، بدخان مبين ظاهر حاله لا يشك أحد في أنه دخان، وقيل: إن هذا الدخان يوم القيامة أو يكون من علامات الساعة لأنه تعالى أخبر أن دخان يأتيهم وهو عذاب وفي سنين القحط ما كان هناك دخان { يغشى الناس } يشملهم ويلبسهم { هذا عذاب أليم } { ربنا اكشف عنا العذاب إنَّا مؤمنون } قيل: ان أبا سفيان تضرّع إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى دعا فكشف الله ذلك { أنَّى لهم الذكرى } حين لا تنفعهم التوبة في الآخرة بعد زوال التكليف وأبعد على الدنيا فمعنى لا يتذكرون ولا يتعظون { ثم تولوا عنه } أعرضوا عنه { وقالوا معلّم مجنون } أي يعلمه غيره من أهل الكتاب ووصفوه بالجنون وهو زوال العقل على اعتقاد أن الجن تخالط وتزيل العقل كما يعتقده العوام { إنا كاشفو العذاب قليلاً إنكم عائدون } في العذاب، وقيل: في الضلال فمن ذهب إلى أن الدخان في القيامة قال عائدون في العذاب، ومن ذهب إلى أنه في الدنيا مع بقاء التكليف قال عائدون إلى الشرك { يوم نبطش البطشة الكبرى } أي نأخذ الأخذ الأعظم، قيل: هو يوم القيامة، وقيل: هو يوم بدر، قال في الحاكم: والوجه الأول { إنا منتقمون } أي نعذبهم جزاء أعمالهم { ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون } أي عاملناهم معاملة المختبر، وقيل: عذبناهم، قيل: قوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { وجاءهم رسولٌ كريم } يعني موسى، ومعنى كريم أي شريف { أن أدُّوا إلي عباد الله } أي قال لهم موسى: أدوا إلي عباد الله أي ادفعوا إلي عباد الله وهم بنو إسرائيل { ولا تعذبهم } ، وقيل: أدوا إلي عباد الله ما آمركم به، أي أسلموا { إني لكم رسولٌ أمين } أي أنصحكم.