الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِيۤ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } * { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } * { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } * { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } * { أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } * { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } * { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } * { سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إِلَـٰهٌ وَفِي ٱلأَرْضِ إِلَـٰهٌ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ وتلك الجنة التي أورثتموها } أعطيتموها، وقيل: ورث الله منازل الذين لم يؤمنوا الذين آمنوا { بما كنتم تعملون } أي جزاء على أعمالكم { لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون } لما تقدم ذكر ما وعد المتقين عقبه بوعيد المجرمين على عادته في الجمع بين الوعد والوعيد فقال سبحانه: { إن المجرمين } المذنبين { في عذاب جهنّم خالدون } دائمون { لا يفتر عنهم } أي لا يخفف عنهم { وهم فيه مبلسون } أي آيسون من الفرج { وما ظلمناهم } أي ما عاقبناهم ظلماً بغير ذنب { ولكن كانوا هم الظالمين ونادوا يا مالك } يعني المجرمين الذين هم في النار { يا مالك } هو خازن النار { ليقض علينا ربك } ليحكم علينا ربك بالثواب نستريح من العذاب، وهذا منهم على وجه التمني والاستغاثة وإلاَّ فهم علموا ضرورة أنه تعالى لا يجيبهم إلى ذلك فـ { قال إنكم ماكثون } ، قيل: أجابهم بعد ألف سنة { لقد جئناكم } قيل: هذا من كلام مالك، وقيل: بل هو من كلام الله تعالى { ولكن أكثركم للحق كارهون } قيل: تركوا وقلدوا كبارهم فكرهوا الحق { أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون } قيل: أجمعوا على التكذيب فإنا مجمعون على الجزاء، وقيل: التعذيب، وقيل: أم احكموا أمراً في المخالفة فإنا محكمون على حفظه أمراً في الجزاء، وقيل: أم أبرموا أمراً في الكيد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { فإنا مبرمون } على حفظه وعصمته ومنعهم منه وفعل ذلك بهم يوم بدر { أم يحسبون } يظنون { أنا لا نسمع سرّهم ونجواهم بلى } نسمع ذلك ونعلمه { ورسلنا } يعني الحفظة { لديهم يكتبون } عليهم أعمالهم { قل إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين } قيل: معناه ما كان للرحمان ولد، وقيل: أنا أول الآبقين من اتخاذ رب له ولد، وقيل: أنا أول الآبقين من عبادة الرحمان إن كان له ولد لاستحالة أن يكون له ولد، وقيل: أول الآبقين من هذا القول المكذبين له، وقيل: إن كان للرحمان ولد في زعمكم فأنا أول العابدين لله، أي الموحدين له المنكرين لقولكم، وقيل: إن كان للرحمان ولد بزعمكم فأنا أول العابدين أنه واحدٌ لا ولد له، ثم نزّه نفسه فقال سبحانه: { سبحان رب السماوات والأرض رب العرش } أي خالق العرش هذه الأشياء ومالكها { عما يصفون } به كذباً عليه { فذرهم يخوضوا ويلعبوا } فذرهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم { حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون } يوم القيامة { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } أي تعبده الملائكة في السماوات وفي الأرض المؤمنون { وهو الحكيم العليم } بمصالح العباد { وتبارك } الثابت الباقي لم يزل ولا يزول ولا يزال { الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون } إلى حكمه والموضع الذي يختص بالأمر وإلا لحكم.