الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } * { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } * { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } * { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } * { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ }

{ وجزاء سيئة سيئة مثلها } سمي الجزاء على الشيء باسم الشيء وإن كان الثاني حسناً كقول الشاعر:

ألا لا يجهلن أحد علينا   فجهل فوق جهل الجاهلينا
{ فمن عفى وأصلح فأجره } لأنه من الأعمال الصالحة { فأجره } أي ثوابه { على الله } وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا كان يوم القيامة نادى منادي: من له على الله أجر فليقم، قال: فيقوم خلق كثير فيقال لهم: ما أجوركم على الله؟ فيقولون: نحن الذين عفونا عن من ظلمنا، فيقال لهم: ادخلوا الجنة بإذن الله " { إنه لا يحب الظالمين } أي لا يريد اعزاز الظالمين { ولمن انتصر بعد ظلمه } أي انتقم من ظالمه بعد أن ظلمه، والانتقام بالقصاص { فأولئك ما عليهم من سبيل } أي يأثم { إنما السبيل } أي الإِثم والعقاب { على الذين يظلمون الناس } ابتداء { ويبغون في الأرض بغير الحق } ويظلموا في الأرض بغير الحق { أولئك لهم عذاب أليم } موجع { ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور } أي تحمل المشقة في رضى الله وغفر لأخيه فإن ذلك من عزم الأمور، أي من ثابت الأمور التي أمر الله بها { ومن يضلل الله } ، قيل: يعذبه ويهلكه يوم القيامة باستحقاقه ذلك، وقيل: يضله عن رحمته وجنته { فما له من ولي من بعده } أي أضر من بعده سوى الله { وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مردٍ من سبيل } أي إلى رجعة إلى الدنيا { وتراهم يعرضون عليها } أي على النار { خاشعين } أي خاضعين { ينظرون من طرفٍ خفي } أي من عين خفي قيل: دليل، وقيل: يسارقون النظر، وقيل: من عين لا تفتح كلها إلى النار لعظم ما فيها من العذاب، وقيل: ينظرون إلى النار بقلوبهم لأنهم عمي والنظر بالقلب خفي { وقال الذين آمنوا } لما رأوا ما نزل بالظالمين { إن الخاسرين } في الحقيقة { الذين خسروا أنفسهم } لأن رأس المال هو النفس فإذا أوثقوها فلا خسران أعظم منه لأنهم أهلكوها بالعذاب وفوتوها نعيم الجنة { وأهليهم } ، قيل: أزواجهم وأولادهم، وقيل: أهليهم من الحور العين { ألا إن الظالمين في عذاب مقيم } دائم، وقيل: هذا تمام كلام المؤمنين، وقيل: خبر مبتدأ من الله في عذاب مقيم، يعني الظلمة { وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله } أي لا ولي لهم ولا ناصر يتولى تخليصهم من العذاب { ومن يضلل الله فما له من سبيل } ، قيل: هذا جواب قولهم: { هل إلى مرد من سبيل } يعني من أهلكه الله فما له من طريق إلى النجاة، وقيل: من أبعده الله من الجنة ما يرشده أحد إليها.