الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } * { وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَٱلْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ }

{ أم يقولون } هؤلاء الكفار { افترى } محمد { على الله كذباً } فيما يقول أنه رسوله { فإن يشأ الله يختم على قلبك } ، قيل: يربط على قلبك حتى لا يشق عليك أذاهم، وقيل: يطبع على قلبك ينسيك القرآن، وهو زجر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيان للكفار أنه لا يفعل ما يقولون { ويمح الله الباطل } أي يزيله ويبطله { ويحق الحق بكلماته } أي يبيّنه وكلماته ما أثبته في الكتب { إنه عليم بذات الصدور } من حق أو باطل { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } عن المعاصي { ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ، قيل: معناه يجيب الله دعاء المؤمنين { ويزيدهم من فضله } ولا يجيب دعاء الكافرين، وقيل: يستجيب أي يقبل الله طاعتهم ويعطيهم ما يستحقون من الأجر، وقيل: الفعل للذين آمنوا، ثم اختلفوا فقيل: ولا يجيب المؤمنين ربهم فيما دعاهم، وقيل: يطيعونه فيما أمرهم به، وعن ابن عباس: والاستجابة الطاعة { والكافرون لهم عذاب شديد } أي دائم عظيم { ولو بسط الله الرزق لعباده } ، قيل: لو وسع عليهم برهم وفاجرهم، وقيل: بسط بحسب ما يطلبونه ويتمنونه { لبغوا في الأرض } أي ترفع كل أحد من درجته فيبغي بعضهم على بعض، وقيل: يعصوا الله تعالى، وقيل: لو رزق العباد من غير كسب لطغوا وسعوا في الأرض فساداً ولكن شغلهم بالكسب رحمة منه { ولكن ينزل بقدر ما يشاء } بقدر صلاحهم، وقيل: يجعل واحداً غنياً وواحداً فقيراً بحسب المصلحة { إنه بعباده خبير بصير } وقد روى أنس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبريل عن الله تعالى في حديث طويل: " إن من عبادي من لا يصلحه إلا السقم، ولو صححته لأفسده، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الصحة، ولو أسقمته لأفسده، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسده، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغنيته لأفسده، ذلك أدبر عبادي بعلمي بقلوبهم " ومتى قيل: فنحن نرى موسعاً عليه شكور ومضيقاً عليه يكفر، قالوا: لعل المضيق عليه يستوي حالته أو كان يزيد كفره لو أغناه والله أعلم بتفاصيل ذلك، وإنما نعلم أنه يغني ويفقر بحسب المصلحة على ما يقتضي علمه.