الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } * { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { تَرَى ٱلظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } * { ذَلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }

{ الله لطيف بعباده } ، قيل: بارئهم، وقيل: اللطيف الذي يقبل القليل ويعطي الجزيل { يرزق من يشاء وهو القوي } القادر { العزيز } الذي لا يمتنع عليه شيء { من كان يريد حرث الآخرة } يعني من أراد بعمله الدار الآخرة ووجه الله وجاهد وغيره { نزد له في حرثه } في جزائه كقوله:فله عشر أمثالها } [الأنعام: 160] وإن أراد بالحرث العمل { ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها } أي نزد له بعمله، أي نعطيه رزقه ما قسم له من الدنيا، وقيل: من جاهد مع المؤمنين وطلب الغنائم يعطى من الغنائم ولا نصيب له في الثواب، وقيل: أراد بذلك المنافقين، وقيل: أراد الجهاد وسائر العبادات { وما له في الآخرة من نصيب } أي لا حظّ له في الآخرة { أم لهم شركاء } ، قيل: لهم آلهة يعني الأصنام، وقيل: علماء السوء يعني لم يشرعوا ديناً فكيف يخالفون ما شرع الله { ما لم يأذن به الله } يعني لم يأمر الله { ولولا كلمة الفصل } أي لولا وعد القضاء إلى مدة { لقضي بينهم } بعذاب يعاجلهم { وإن الظالمين لهم عذاب أليم } موجع { ترى الظالمين مشفقين } خائفين { مما كسبوا وهو واقع بهم } يعني ما استحقوا من العذاب نازل بهم يوم القيامة لا محالة { والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات } والرياض اسم لمواضع مخصوصة { لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير } { ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فإنهم المستحقون له فيسرون به { قل لا أسألكم عليه أجراً } أي على ما أدعوكم إليه { إلاَّ المودة في القربى } ، قال جار الله: أنها لما نزلت قيل: " يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: " علي وفاطمة وابناهما " ويدل عليه ما روي عن علي (عليه السلام) قال: " شكوت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حسد الناس، قال: أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن ايماننا وشمائلنا وذرياتنا خلف أزواجنا " وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولما يجازه فأنا أجازه عليها غداً إذا لقيني يوم القيامة " ، " وروي أن الأنصار قالوا: فعلنا وفعلنا كأنهم افتخروا فقال عباس أو ابن عباس: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتاهم في مجالسهم فقال: " يا معاشر الأنصار ألم تكونوا أذلةً فأعزكم الله بي؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " أفلا تجيبوني؟ " قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: " ألا تقولون ألم يخرجك قومك فأويناك، أولم يكذبوك فصدقناك، أولم يخذلوك فنصرناك " قال: فما زال يقول حتى جثوا على الركب، وقالوا: أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله "

السابقالتالي
2