{ ولئن أذقناه رحمة منَّا } أي نعمة وعافية { من بعد ضراء مسّته } أي بعد شدة نالته في ماله ونفسه وأولاده، فإذا أتاه النعمة جهل فضل الله ولم يشكر نعمه، بل يعتقد أنه من علمه وتدبيره ويقول: هذا لي أنا أحق به لأنه بفضل علمي حصل { وما أظن الساعة قائمة } على ما وعدته الأنبياء { ولئن رجعت إلى ربي } على التقدير لا على التحقيق، يعني لا تقوم الساعة ولئن قامت و { رجعت } إلى الله على ما تزعمون، فـ { إن لي عنده للحسنى } ، قيل: شفاعة الأصنام، وقيل: لأنه أعطانا في الدنيا وذلك لمنزلة لنا عنده فيعطينا كذلك في أمر الآخرة، فأمن أمر الدنيا في الآخرة، وعن بعضهم: للكافر أمنيتان: يقول في الدنيا: { ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى } ، ويقول في الآخرة:{ يا ليتني كنت تراباً } [النبأ: 40]، وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة { فلننبئن الذين كفروا } بحقيقة ما عملوا من الأعمال الموجبة للعذاب { ولنذيقنّهم من عذاب غليظ } ، قيل: شديد، وقيل: دائم، وقيل: متراكم أنواع العذاب { وإذا أنعمنا على الإِنسان أعرض } عن شكر الله الإِعراض والتولي والإِدبار نظائر { ونأى بجانبه } النأي بالجانب التباعد عن طريق الاستكبار، وأصل النأي البعيد { وإذا مسَّه الشر فذو دعاء عريض } أي إذا نالته مصيبة ضجر وإذا نالته نعمة بطر، والدعاء العريض الكثير { قل } يا محمد لهؤلاء { أرأيتم إن كان } هذا القرآن { من عند الله } يعني إنما أنتم عليه من إنكار القرآن وتكذيبه ليس بأمر صادر عن حجة قاطعة وإنما هو كفر منكم به وكذبتم { ومن أضل ممن هو في شقاق بعيد } أي عصيان ومفارقة عن الحق، أي من أضل منكم ومن أشد معصية { سنريهم آياتنا في الآفاق } ما كان من الفتوح فيها { وفي أنفسهم } فتح مكة، وقيل: في أنفسهم البلايا والأمراض، وقيل: في الآفاق الفتح لمحمد، وقيل: الآفاق وقائع الله في الأمم وفي أنفسهم يوم بدر، وقيل: في الآفاق الأقطار من الأرض وفي السماء من الشمس والقمر والنجوم والنبات والأشجار والأنهار والبحار والجبال، وفي أنفسهم من لطيف الصنعة وبديع الحكمة، وقيل: في الآفاق ما كان النبي يخبرهم من الحوادث، وفي أنفسهم ما كان بمكة من انشقاق القمر { حتى يتبين لهم أنه الحق } أي يظهر لهم أن القرآن حق، وقيل:الإِسلام، وقيل: محمد حق { أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيدٌ } ، قيل: هو وعد للمؤمنين ووعيد للكافرين أنه يجازي كل أحد بعمله وينصف المظلوم من الظالم { ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم } في شك من لقائه { ألا إنه بكل شيء محيط } عالم.