الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } * { مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } * { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } * { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } * { لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ }

{ ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي } ، قيل: إن المشركين قالوا: إنما تعلم محمداً لسان أبو فكيهة غلام الحضرمي وكان يهودياً أعجمي، فمرّ به الحضرمي وقال له: إنك تعلم محمداً؟ فقال: بل هو يعلمني، وقيل: قال المشركون هلا أنزلت القرآن بعضه عربياً وبعضه عجمياً فنزلت الآية، يعني لو جعلناه أعجمياً بلغة العجم { لقالوا لولا فصلت } أي هلا بيّنت آياته { أأعجمي وعربي } ، قيل: لأنه ادعى بأنه مبعوث إلى العرب والعجم قال: هلا قال القرآن مشتملاً على العجمي والعربي، وقيل: إنا أنزلنا القرآن عربياً معجزاً ليكون حجة ولو أنزلناه أعجمياً اعتلوا بأنا لا نعرفه { قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاءً } من كل شك { والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر } ثقل عن سماعه { وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد } يسمع صوتاً ولا يفهم معنى ما يخاطبون به كالذي ينادون من مكان بعيد { ولقد آتينا موسى الكتاب } يعني التوراة { فاختلف فيه } كما صنع قومك من التكذيب كذلك فعل قوم موسى { ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم } وهو تأخير العذاب عنهم، وقيل: الكلمة الباقية قوله تعالى:بل الساعة موعدهم } [القمر: 46] { وإنهم لفي شك منه مريب } والريب شك مع مهمه { من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها } يعني النفع والضر يعود على نفسه { وما ربك بظلاَّم للعبيد } لا يبخس المحسن من ثوابه ولا يزيد المسيء على ما يستحق { إليه يرد علم الساعة } ، قيل: إن المشركين قالوا: إن كنت نبياً فأخبرنا عن الساعة فنزلت الآية، وكذلك علم الثمرات { وما تخرج من ثمرات من أكمامها } من أوعيتها { وما تحمل من أنثى ولا تضع إلاَّ بعلمه } يعني يعلم قدر الثمرات وكيفيتها وإخراجها وطعمها وروائحها ويعلم الحبالى وما في بطونها { ويوم يناديهم } ، قيل: ينادي مناد: { أين شركائي } الذين كنتم تعبدون فإنها لا تنفعكم اليوم { قالوا آذناك } أي أعلمناك، ولا يجوز أعلمناك على أنهم أعلموا الله تعالى لأنهم مضطرون أنه تعالى عليم بذات الصدور وعالم لذاته بكل معلوم، فالمراد به الدلال والخضوع، وقيل: أمراً بالملك { ما منَّا مِنْ شهيد } إن لك شريكاً، وقيل: هذا قول الأصنام يحييهم الله تعالى فيقولون ذلك رداً عليهم { وضلَّ عنهم } وبطل عنهم { ما كانوا يدعون من قبل وظنوا } أيقنوا { ما لهم من محيص } أي مهرب وملجأ { لا يسأم الإِنسان } أي لا يمل { من دعاء الخير } من طلب السعة في المال والنعمة { وإن مسه } ناله شدائد الدنيا { فيؤوس قنوط } يعني يقل صبره ويستشعر اليأس والقنوط هو أبلغ اليأس.