الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ } * { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } * { إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ } * { فِي ٱلْحَمِيمِ ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } * { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ } * { ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } * { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } * { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ }

{ هو الذي خلقكم من تراب } يعني آدم وهو أبو الجميع، خلقه من تراب فأحال التراب لحماً ودماً وعظماً وعصباً، وصور منه شخصاً سوياً { ثم من نطفة } أي خلق أولاده من نطفة وهو ماء الرجل والمرأة { ثمَّ من علقة } تصير النطفة قطعة دم { ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدّكم } أي حال القوة والكمال { ثم لتكونوا شيوخاً ومنكم من يتوفى من قبل } أي يموت قبل بلوغ الأشد، وقيل: قبل بلوغ الشيوخة { ولتبلغوا أجلاً مسمى } أي يبقيه البلوغ وقتاً محدوداً لا يجاوزه، وقيل: ما سمي له من الوقت فيموت عنده { ولعلّكم تعقلون } ، قيل: لتعقلوا ذلك، وقيل: لتعلموا الآيات { هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً } أي خلق وقدر { فإنما يقول له كن فيكون } ، قيل: يوجده من غير امتناع { ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله } في حججه بالباطل، قيل: الآيات التوحيد والعدل، وقيل: المعجزات الدالة على نبوته { أنَّى يصرفون } أي كيف يصرفون عنها مع وضوحها { الذين كذّبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون } عاقبة أمورهم { إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون } أي يجرون { في الحميم ثم في النار يسجرون } أي يوقد عليهم النار، وقيل: يصيرون وقود النار، وقيل: يطرحون في النار كما يطرح الحطب على النار عن أبي علي { ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون } { من دون الله } أي يقال لهؤلاء الكفار إذا دخلوا النار أين ما كنتم تشركون، { من دون } يعني الأصنام التي عبدوها، وهذا سؤال توبيخ { قالوا ضلّوا عنا } أي ضاعوا وهلكوا فلا نراهم ولا نقدر عليهم { بل لم نكن ندعو من قبل شيئاً } يعني لم نكن ندعو من قبل شيئاً يستحق العبادة وينتفع بعبادته، وقيل: لم ندعو شيئاً ينفعنا { كذلك يضل الله الكافرين } ، قيل: يضلهم عن طريق الجنة والثواب، وقيل: يهلكهم ويعذبهم، وقيل: كذلك يضل الله أعمالهم بإبطالها { ذلكم } يعني هذا العذاب الذي أصابكم إنما هو { بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق } أي يفرحهم بالباطل { وبما كنتم تمرحون } أي تبطرون وتفرحون { ادخلوا أبواب جهنّم } وهي سبعة { خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين } أي مقام من تكبر من قول الحق { فاصبر } يا محمد على تبليغ الرسالة وإن نالك منهم الأذى { إن وعد الله حق } بالنصر لأنبيائه والانتقام من أعدائه حق، أي صدق لا خلف فيه { فإما نرينك بعض الذي نعدهم } من العذاب في حياتك وإنما قال بعض لأن المعجل في الدنيا بعض ما يستحقه الكفار { أو نتوفيّنَّك } قبل أن يحل بهم ذلك { فإلينا يرجعون } مرجعهم فنجازيهم { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك } وذلك تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلم) { منهم من قصصنا عليك } بإخبارهم { ومنهم من لم نقصص عليك } من جرى عليهم من أممهم، ذهب بعض المفسرين إلى أن الأنبياء غير معلوم، وذهب بعضهم إلى أنهم معدودون وإنما عدّهم مائة وأربعة وعشرون ألفاً، وذهب بعضهم إلى أن عددهم ثمانية آلاف أربعة آلاف من بني اسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس، وعن علي (عليه السلام): " بعث الله نبياً أسود لم يقص علينا قصته " { وما كان لرسول أن يأتي بآية } معجزة { إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله } قيل: الساعة، وقيل: عذابه في الدنيا والآخرة { قضي بالحق } أي حكم لكل أحد ما يستحقه { وخسر هنالك المبطلون } أي ظهر خسرانهم بحرمانهم الثواب ونزول العقاب.