الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ ٱلْعَذَابِ } * { قَالُوۤاْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ بَلَىٰ قَالُواْ فَٱدْعُواْ وَمَا دُعَاءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } * { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } * { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ } * { هُدًى وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } * { لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ وقال الذين في النار لخزنة جهنم } وهم الملائكة { ادعوا ربّكم } أي كونوا شفعاء لنا عند الله { يخفف عنَّا يوماً من العذاب } وقد علموا أنه لا يكون وإنما قالوا تحسراً من شدة العذاب، فتجيبهم الخزنة، وقيل: لا تجيبهم إلا بعد ألف سنة ثم يقولوا: { قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات } بالحجج على التوحيد والعدل { قالوا بلى قالوا فادعوا } ، قيل: يقولون الشفاعة فيكم غير مقبولة فادعوا أنتم فدعاؤنا ودعاؤكم واحد في أنه لا يجاب { وما دعاء الكافرين إلاَّ في ضلال } أي هلاك لأنه لا يزيدهم إلا يأساً وقنوطاً { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا } ، قيل: ننصرهم بوجوه النصر: فمنها النصر بالحجة، ومنها النصر بالغلبة في الحروب، ومنها النصر بالهلاك للعدو وتعذيبهم { ويوم يقوم الأشهاد } ، قيل: الملائكة والنبيون والمؤمنون أن يشهدون على الخلق واليوم يوم القيامة، وقيل: أراد الحفظة والأنبياء والمؤمنين من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليكونوا شهداء على الناس { يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم } وهو قولهم إن كنَّا لكم تبعاً، وقيل: لأنهم يعتذرون بالباطل { ولهم اللعنة } أي البعد من رحمة الله { ولهم سوء الدار } شر منقلب وهو الجحيم { ولقد آتينا موسى الهدى } يعني الحجج والبينات { وأورثنا بني إسرائيل الكتاب } أي التوراة { هدى وذكرى } مواعظ، وقيل: يذكر شرائع دينهم { لأولي الألباب } ، قيل: لمن يستعمل عقله ويتفكر، وقيل: للعلماء، ثم عاد الخطاب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال سبحانه: { فاصبر } يا محمد فإنا ننصرك كما نصرنا موسى وإن أذاك قومك، وقيل: الخطاب للمؤمنين كأنه قال: فاصبر أيها السامع { إن وعد الله حق } وهو وعده بإهلاك أعدائه وإظهار وعده { واستغفر لذنبك } ، قيل: صغيرة تقدمت منك، وقيل: استعمل الصبر قبل وقته { وسبّح بحمد ربك } أي نزهه بإضافة النعم إليه { بالعشي والإِبكار } من زوال الشمس إلى الليل ومن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وقيل: هي كناية عن الصلوات الخمس، وقيل: أراد طرفي الفجر والعصر { إن الذين يجادلون في آيات الله } نزلت في اليهود كانوا يجادلوا في القرآن حسداً عن ابن عباس، وقيل: كانوا يقولون صاحبنا المسيح، يعني الدجال يخرج في آخر الزمان فيبلغ سلطانه البر والبحر ورد الملك الينا وتسير معه الأنهار فأنزل الله فيهم هذه الآيات، يعني { بغير سلطان } حجة { أتاهم } من جهة { إن في صدورهم } أي في قلوبهم { إلا كبر } يتكبرون عن قبول الحق واتباع الرسل حسداً { ما هم ببالغيه } ، قيل: في صدورهم عظمة ما هم ببالغيه لأنهم يصيرون إلى الذل { فاستعذ بالله } أي اعتصم به يكفيك شرهم { إنه هو السميع البصير } لأقوال هؤلاء الذين خالفوا وجادلوا بالباطل العليم بضمائرهم { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس } يعني خلق السماوات والأرض أعجب وأعظم من البعث { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } يعني الكفار.