الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ ٱلَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ } * { يٰقَومِ لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ ٱللَّهِ إِن جَآءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ } * { وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ } * { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ } * { وَيٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ } * { يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

{ وقال رجل } وكان قبطياً ابن عم فرعون آمن بموسى سرَّاً، وقيل: كان اسرائيليا { من آل فرعون } صفة للرجل { يكتم إيمانه } واسمه شمعان أو حبيب، وقيل: حرمل، والظاهر أنه كان من آل فرعون { أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله } يعني موسى { وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذباً فعليه كذبه } أي يعود عليه كذبه { وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي } يدعوكم { يعدكم } من العذاب قيل: ذكر البعض وأراد الكل على طريق المظاهرة في الاحتجاج قال الشاعر:

قد يدرك المتاني بعض حاجته   وقد يكون مع المستعجل الزلل
فذكر البعض وأراد الكل، وقيل: بعضه في الدنيا { إن الله لا يهدي } ، قيل: إلى الجنة، وقيل: إلى الخير، قيل: هذا من كلام المؤمن، وقيل: هذا من كلام الله { من هو مسرف } مجاوزٌ للحد { يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين } عاليين { في الأرض } ، قيل: أرض مصر { فمن ينصرنا من بأس الله } من عذابه { إن جاءنا } أضاف الملك اليهم والعذاب إلى نفسه، وقيل: هذا من لطيف الكلام { قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى } ذلك لنفسي، وقيل: ما أعلمكم إلاّ ما أعلم { وما أهديكم إلا سبيل الرشاد } يريد سبيل الصواب، أو ما أعلمكم إلا ما أعلم من الصواب، وقد كذب فقد كان مستسعراً للخوف الشديد من جهة موسى ولكنه كان يتجلد { وقال الذي آمن } هو مؤمن آل فرعون وهو الصحيح، وقيل: بل هو موسى { يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب } ، وذلك لما رأى فرعون وقومه مكابرين حذّرهم أن ينزل بهم ما نزل بالأمم الذي هلكوا، وأراد بالأحزاب الجماعات التي هلكوا { مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود } ، قيل: مثل عادتهم، وقيل: مثل عادة الله فيهم { والذين من بعدهم } الذين هلكوا { وما الله يريد ظلماً للعباد } يعني لا يريد ظلماً لهم وإنما أهلكوا بذنوبهم { ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد } يعني التنادي هو أن ينادي بعضهم، وقيل: يوم ينادي بعض الظالمين بعضاً بالويل والثبور، وقيل: يوم يناديأصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا } [الأعراف: 44] الآيةونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء } [الأعراف: 50]، وقيل: ينادي الملائكة بعقاب العصاة أن أخذوهم وهم يتولون مدبرين، وقيل: ينادي المؤمنهاؤم اقرؤا كتابيه } [الحاقة: 19]، وقيل: ينادي باللعنة على الظالمين والجميع مراد { يوم تولّون مدبرين } أي تتصرفون غير معجزين { ما لكم من الله من عاصم } حافظ من عذاب الله { ومن يضلل الله فما له من هاد }.