الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً } * { وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً } * { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثاً }

{ من يشفع } الآية الشفاعة الحسنة هي التي روعي بها حق المسلم ودفع عنه بها شراً وجلب اليه خيراً إذا ابتغى بها وجه الله وفي الحديث: " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " والسيئة ما كان خلاف ذلك، وقيل: الشفاعة الحسنة هي الدعوة للمسلم لأنها في معنى الشفاعة والكفل النصيب أيضاً، وعن الحسن: الحسنة المشي في المصالح والسيئة المشي بالنمائم، وقيل: الكفل المثل وعن مسروق أنه شفع شفاعة فاهدى إليه المشفوع له جارية، فغضب وردها وقال: لو علمت ما في قلبك لما تكلمت في حاجتك ولا أتكلم فيما بقي منها { وكان الله على كل شيء مقيتاً } مقتدراً، وقيل: حافظاً، وقيل: شاهداً { وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردوها } الأحسن أن تقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والآية تدل على أن السلام مشروعاً ولا خلاف فيه والابتداء سنة والجواب واجب عند جمهور العلماء وهذا إذا كان الرد على مسلم فإن كان فاسقاً أو كافراً لم يرد بالرحمة والبركة ورد بما كان فيه الدعاء.

فصل

ولا يرد السلام في الخطبة وقراءة القرآن وعند رواة الحديث وعند مذاكرة العلم والآذان والإِقامة رواه جار الله: { بأحسن منها } يريد أهل الملة { أو ردّوها } ، يريد أهل الذمة " وروي أن رجلاً قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): السلام عليك، قال: " وعليك السلام " ، قال آخر: السلام عليك ورحمة الله وبركاته قال: " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " وقال: عليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: " وعليك مثل ذلك " فقال الرجل: تقضيني يا رسول الله؟ وتلا الآية، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " لم تترك لي شيء " وعن ابن عباس الرد واجب وما من رجل يرد على قوم مسلمين ولم يردوا عليه إلا نزع منهم روح القدس وردت عليه الملائكة، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): " من قال لأخيه المسلم سلام عليك، كتب الله له عشر حسنات، فإن قال: ورحمة الله كتب الله له عشرين حسنة، فإن قال: وبركاته، كتب له ثلاثين حسنة ".

{ إن الله كان على كل شيء حسيباً } أي محاسبكم على كل شيء من التحية وغيرها.