قوله تعالى: { يريد الله ليبين لكم } يعني يريد الله أن يبيِّن لكم ما هو خفي عنكم من مصالحكم وفاضل أعمالكم { و } أن { يهديكم } مناهج من كان قبلكم من الأنبياء والصالحين، والطرق التي سلكوها في دينهم، ليقتدوا بهم { ويتوب عليكم } يرشدكم إلى الطاعات إن قمتم بها كانت كفران لسيئاتكم فيتوب عليكم ويكفر لكم، قوله تعالى: { ويريد } الفجرة { الذين يتّبعُون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً } وهو الميل عن القصد والحق فلا ميل أعظم منه لموافقتهم ومساعدتهم، وقيل: هم اليهود، وقيل: المجوس كانوا يحلُّون نكاح الأخوات من الأب وبنات الأخ وبنات الأخت، فلما حرمهنَّ الله قالوا: فإنكم تحلُّون بنت العمَّة والخالة والعمَّة عليكم حرام فانكحوا بنات الأخ والأخت فنزلت يقول: يريدون أن تكونوا مثلهم، قوله تعالى: { يريد الله أن يخفِّف عنكم } يعني بنكاح الأَمة وغيره من الرخص { وخلق الإِنسان ضعيفاً } لا يصبر عن الشهوات ولا على مشاق الطاعات، وعن سعيد بن المسيب: ما آيس الشيطان من بني آدم قط إلا أتاهم من قبل النساء نعوذ بالله منه، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): " ثمان آيات في سورة النساء هي لهذه الأمَّة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت " { يريد الله ليبين لكم } { والله يريد أن يتوب عليكم } { يريد الله أن يخفف عنكم }{ أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه } [النساء: 31]{ إن الله لا يغفر أن يشرك به } [النساء: 48]{ إن الله لا يظلم مثقال ذرة } [النساء: 40]{ ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه } [النساء: 110]{ ما يفعل الله بعذابكم } [النساء: 147] الآية.