الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ وَٱلْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلاَةَ وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أُوْلَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً } * { إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } * { وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً } * { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } * { لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلَٰلاً بَعِيداً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً } * { إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلرَّسُولُ بِٱلْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }

{ لكن الراسخون في العلم } الثابتون فيه المتقنون المستبصرون، والآية نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه { منهم } أي من أهل الكتاب الذين علموا ما جاء به الأنبياء { والمؤمنون يؤمنون } يصدقون { بما أنزل إليك } من القرآن والشرائع إنه حق { وما أنزل من قبلك } من الكتب { والمقيمين الصلاة } هو صفة للراسخين على ما تقدم، وقيل: هم غيرهم والمراد به الأنبياء، وقيل: هم الملائكة، وقيل: هم المؤمنون، وإقامة الصلاة آداؤها بشرائطها { والمؤتون الزكاة } المعطون { والمؤمنون بالله } وحده من غير تشبيه { واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً } أي ثواباً جزيلاً وهو الجنة جزاء بما عملوا { إنَّا أوحينا إليك } قيل: لما نزل قوله:يسألك أهل الكتاب } [النساء: 153] وما تقدم من ذمهم غضبوا وقالوا:ما أنزل الله على بشر من شيء } [الأنعام: 91] فأنزل الله تعالى هذه الآية وما بعدها { إنا أوحينا إليك } والأسباط هم أولاد يعقوب { وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبوراً } كتاباً يسمى زبوراً، ثم أجمل تعالى ذكر الرسل بعد تسمية بعضهم فقال: { ورسلاً } أي أرسلنا { رسلاً قد قصصناهم عليك من قبل } أي حكينا لك أخبارهم هود وصالح وشعيب وموسى وعيسى وغيرهم ممن ذكر الله في القرآن { ورسلاً لم نقصصهم عليك } لم نحكِ أخبارهم لك لما كان مصلحة { وكلَّم الله موسى تكليماً } والمراد كلمة بغير واسطة رسلاً أي أرسلنا من سميناهم ومن أجملنا ذكرهم { رسلاً مبشِّرين } مخوفين بالعقاب { لئلا يكون للناس على الله حجة } يعني ولكن لا يحتج من كفر فيقولون لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك فقط هذا العذر { لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون } قيل: " أن جماعة من اليهود دخلوا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لهم: " والله إني أعلم أنكم تعلمون أني رسول الله " قالوا: ما نعلم ذلك، فنزلت " ، وقيل: إن قريشاً قالت له: من يشهد لك بما تقول؟ فنزلت { أنزله بعلمه } معناه: أنزله ملتبساً بعلمه الخالص الذي لا يعلمه غيره بالثقة على علم أو أسلوب يعجز عنه كل بليغ وصاحب بيان { إنّ الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً } أي لا يلطف بهم أو لا يهديهم يوم القيامة طريق { إلا طريق جهنم } التي استحقوها بأعمالهم، وقيل: كفروا بالله وظلموا محمد بالتكذيب، وقيل: كفروا بالله وظلموا بمحاربتهم عباد الله. { يأيها الناس } خطاب عام لجميع المكلفين { قد جاءكم الرسول } يعني محمد (صلى الله عيه وآله وسلم) { بالحق } يريد الاسلام { فآمنوا خيراً لكم } مما أنتم فيه من الكفر.