الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } * { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ وسيق الذين اتقوا ربهم } يعني يساقون مكرمين كقوله:ونحشر المتقين إلى الرحمان وفدا } [مريم: 85] { إلى الجنة } زمراً أي جماعات ركباناً { حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها } ، قيل: أن أبواب الجنة ثمانية { وقال لهم خزنتها } عند الاستقبال { سلام عليكم } أي سلام يحيونهم بالسلام فيزدادون سروراً وقيل: هو الدعاء بالسلامة والخلود، أي سلمتم من الآفات، وقيل: ذلك تشريف أعمالكم، وقيل: طبتم نفساً بما نلتم من الجنة ونعيمها، وقيل: إذا قربوا من الجنة يردون على الماء فيغسلون ويشربون فيطهر الله أجوافهم فلا يكون بعد ذلك منهم حدث، وإذاً فتقول الملائكة طبتم { فادخلوها خالدين } دائمين { وقالوا } يعني أهل الجنة { الحمد لله الذي صدقنا وعده } يعني أنجز ما وعدنا على ألسنة الرسل وفي الكتب قوله:وعد الله المؤمنين والمؤمنات } [التوبة: 72] { وأورثنا الأرض } ، قيل: صارت لنا في الآخرة فهو كالميراث، وقيل: ورثوها عن أهل النار، يعني أرض الجنة { حيث نشاء فنعم أجر العاملين } أي نعم أجر المطيعين { وترى الملائكة حافين } ، قيل: حافين، وقيل: محدقين من حول العرش سقف الجنة { يسبحون بحمد ربهم } ، يقولون: سبحان الله والحمد لله متلذذين لا متعبدين { وقضي بينهم بالحق } ، قيل: بين أهل الجنة وأهل النار، ذكر تأكيداً أنه لا يعاقب أحداً إلا بحق، وقيل: المراد به في الجنة، أي يعطي كل أحد ما يستحقه بعد دخولهم الدارين، وقيل: بل هو قبل الدخول { وقيل الحمد لله رب العالمين } من كلام أهل الجنة حمدوه على نعمه العظيمة تلذذاً، وقيل: من كلام الله تعالى حين قضى بالحق تمدحاً، وعن ابن عمران النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ على المنبر آخر سورة الزمر فتحول المنبر مرتين يتلو ذلك الكلام في الحواميم.