الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ } * { أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَٱلْمُفْسِدِينَ فِي ٱلأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ كَٱلْفُجَّارِ } * { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } * { وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } * { إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِٱلْعَشِيِّ ٱلصَّافِنَاتُ ٱلْجِيَادُ } * { فَقَالَ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ } * { رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ } * { وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ }

{ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً } والباطل ما لا يكون فيه غرض صحيح { ذلك ظن الذين كفروا } أي خلقهما للعبث لا للحكمة { فويل للذين كفروا من النار } { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات } الآية { كتاب أنزلناه إليك } يعني القرآن { مبارك } لما فيه من منافع الدين والدنيا { ليدّبروا آياته } يعني ليفكروا فيها، والتأمل الذي يؤدي إلى معرفة ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة والمعاني الحسنة، وعن الحسن: قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله حفظوا حروفه وضيّعوا حدوده { وليتذكر أولوا الألباب } يعني أولوا العقول، ثم عطف على داوود حديث ابنه سليمان فقال سبحانه: { ووهبنا لداوود سليمان } أي أعطينا داوود سليمان { نعم العبد } كناية عن سليمان لأنه أقرب المذكورين، وقيل: كناية عن داوود { إنه أواب } الى طاعة الله سبحانه { إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد } الواقعات على ثلاث قوائم، وقيل: أن ترفع أحد يديها حتى تكون على طرف، وروي أن سليمان (عليه السلام) غزا أهل دمشق فأصاب ألف فرس، وقيل: ورثها من أبيه وأصابها أبوه من العمالقة، وقيل: خرجت من البحر لها أجنحة، فقعد يوماً بعدما صلى الأولى على كرسيه واستعرضها، فلم تزل تعرض عليه حتى غربت الشمس وغفل عن العصر وعن ورده ومن الذكر كان له وقت العشي وتهيبوه فلم يعلموه، واغتم لما فاته فاستردها وعقرها تقرباً لله وبقي مائة، فما في أيدي الناس من الجياد فمن نسلها، وقيل: لما عقرها أبدله الله خيراً منها وهي الريح تجري بأمره، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة " ، وقال في زيد الخيل حين قدم عليه { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي } يعني أحببت حب الخيل، وقيل: أراد بالخير المال، عن ذكر ربي أي عن صلاة العصر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال أبو علي: كانت صلاة العصر لم تكن مفروضة فاشتغل عنها بالخيل، وقيل: كانت صلاة منذورة { حتى توارت بالحجاب } ، قيل: توارت الشمس بالحجاب، يعني غربت { ردّوها علي } الهاء كناية عن الخيل عن أكثر المفسرين، وقيل: كناية عن الشمس يعني سأل الله أن يردها عليه فردت حتى صلى { فطفق مسحاً بالسوق والأعناق } ، قيل: عقرها بالسيف، وقيل: جعل يمسح أعناق الخيل والأعقاب { ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً } روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " قال سليمان: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كل واحدة تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، ولم يقل ان شاء الله، فطاف عليهن فلم تحمل إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل فألقته على كرسيه بين يديه، فلو قال: ان شاء الله كان كما قال " ، وكان الابتلاء لأجل الاستثناء، والجسد هو نصف الولد، وقيل: بل ولد له ولداً ميتاً بلا روح فألقي على سريره، وقيل: امتحنه بمرض شديد ومرض على كرسيه، وأما ما يرووا من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن في بيت سليمان قال جار الله: فالله أعلم بصحته، والذي ذكره في الحاكم في تفسير الطرسشس أن هذا من كلام الحسوتة ولا يجوز على سليمان ذلك { ثم أناب } أي رجع إلى الله.