{ والصافات صفَّاً } ، قيل: لما قال كفار مكة أجعل الآلهة إلهاً واحدا أقسم الله بهذه الأشياء إن إلههم لواحد، قيل: الصافات الملائكة تصف صفوفاً في السماء كصف المؤمنين للصلاة، وقيل: تصف أجنحتها في الهواء، وقيل: هم المؤمنون يقومون مصطفين في الصلاة { فالزاجرات زجراً } ، قيل: هم الملائكة يزجرون السحاب ويسوقونه، وقيل: يزجر عن معاصي الله، وقيل: هم المؤمنون يرفعون أصواتهم، قال جار الله: ويجوز أن يقسم بنفوس العلماء العمال وصفوف الجماعات والزاجرات بالمواعظ { فالتاليات ذكراً } ، قيل: القارئات، وقيل: جبريل والملائكة يتلون كتاب الله، وقيل: اللوح المحفوظ، وقيل: هم المؤمنون يتلون القرآن { إن إلهكم لواحد } جواب القسم، أي من يحق له العبادة والإِلهية { رب السماوات والأرض وما بينهما } أي خالقهما وما بينهما من الخلق { ورب المشارق } أي خالق مطالع الشمس والقمر والنجوم، وقيل: مشارق الشمس وهي ثلاثمائة وستون مشرقاً وثلاثمائة وستون مغرباً بعدد أيام السنة { إنا زيَّنا السماء الدنيا بزينة الكواكب } يعني زيّن السماء بالكواكب { وحفظاً من كل شيطان مارد } أي خبيث خالي عن الخير، ومتى قيل: ما وجه الحفظ؟ قالوا: منعهم من الفساد باستراق السمع { لا يسمعون } أي لئلا يسمعون { إلى الملأ الأعلى } أي إلى كلام الأعلى وهم الملائكة { ويقذفون } أي يرمون { من كل جانب } أي من جوانب السماء أو من جوانبهم { دحوراً } أي طرداً { ولهم عذاب واصب } ، قيل: دائم، وقيل: شديد { إلاَّ من خطف الخطفة } أصلها الخطف وهو أخذ الشيء بسرعة، وما خطف الذئب من أعضاء الشاة وهي حيَّة { فأتبعه شهاب ثاقب } ، قيل: مضيء، وقيل: نافذ.