الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } * { إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } * { وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ } * { بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو ٱلْعَذَابِ ٱلأَلِيمِ } * { وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } * { فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ } * { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } * { عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } * { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } * { بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } * { لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } * { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ } * { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } * { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ } * { يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ } * { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ }

{ فإنهم } فإن الاتباع والمتبوعين جميعاً { يومئذ } يوم القيامة { في العذاب مشتركون } كما كانوا مشتركين في الغواية { إنا كذلك نفعل بالمجرمين } أي كذلك نجزي ونعذب { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلاَّ الله يستكبرون } أي يتكبرون عن قول الحق { ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } يعني محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) { بل جاء بالحق } رد على المشركين { وصدق المرسلين } في الدعاء إلى التوحيد، وقيل: نبوتهم { إنكم } أيها الكافرون { لذائقوا العذاب الأليم } الوجيع { وما تجزون إلاَّ ما كنتم تعملون } من المعاصي في الدنيا { إلا عباد الله المخلصين } الذين أخلصوا العبادة لله تعالى فاصطفاهم { أولئك لهم رزق معلوم } منعوت من طيب طعم ورائحة ولذة وحسن منظر، وقيل: معلوم الوقت كقوله:ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } [مريم: 62]، وعن قتادة: الرزق المعلوم الجنة { وهم مكرمون } معظمون { في جنات النعيم } { على سرر متقابلين } أي يقابل بعضهم بعضاً { يطاف عليهم بكأس } إناء فيه شراب، وعن الأخفش: كل كأس في القرآن فهي الخمر وكذا في تفسير ابن عباس { من معين } وهو الجاري على وجه الأرض الظاهر للعيون { بيضاء } صافية في نهاية النظافة { لذة للشاربين } { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون } ، قيل: لا تغتال العقول فتذهب بها، والغول ما غاله يغوله إذا أهلكه وأفسده، ومنه الغول التي في تكاذيب العرب، وفي أمثالهم: الغضب غول الحليم { ولا هم عنها ينزفون } أي لا ينزف عقولهم بالسكر من نزف الشارب إذا ذهب عقله، ويقال للسكران: نزيف ومنزوف، والمعنى لا فيها فساد قط من أنواع الفساد التي في شرب الخمر من مرض أو صداع أو خمار أو تأثيم أو غير ذلك ولا هم يسكرون { وعندهم قاصرات الطرف } قصرت أبصارهن على أزواجهن، والعين النّجل العيون { كأنهن بيض مكنون } أي مصون شبههم ببيض النعام المكنونة في الاداح، وقيل: شبّه لونهن بالبيض في البياض { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } يعني أهل الجنة يسأل بعضهم بعض عما جرى لهم وعليهم: { قال قائل منهم إني كان لي قرين } أي صاحب في الدنيا، قيل: كان شيطاناً، وقيل: كان من الإِنس، ثم اختلفوا قيل: كانا أخوين، وقيل: شريكين، وقد تقدم خبرهما في سورة الكهف في قوله:واضرب لهم مثلاً رجلين } [الكهف: 32] الآية وكان أحدهما مؤمن يسمى ياهودا والآخر كافر اسمه فرطوس، وقيل: هذا في كل قرين شر يصاحب مسلماً يقول القرين: { أئنك لمن المصدقين } بالبعث { أئذا متنا وكنَّا تراباً } في الأرض { وعظاماً } بالية { أئنا لمدينون } لمجزيّون من الدين وهو الجزاء.