الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } * { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ } * { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } * { إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } * { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ } * { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبِّحُونَ } * { وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ } * { لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } * { لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { فَكَفَرُواْ بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } * { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ } * { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } * { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } * { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } * { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } * { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } * { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً } أرادوا بذلك الملائكة وهو زعمهم أنهم بناته، والمعنى وجعلوا إنما قالوا نسبته بين الله وبينه، وأثبتوا له بذلك جنة جامعة له الملائكة، فإن قلت: لم سميّ الملائكة جنة؟ قلتُ: الجنس واحد، وقيل: قالوا: إن الله صاهر الجن فخرجت الملائكة، وقيل: قالوا: إن الله والشيطان اخوان، وعن الحسن: أشركوا الجن في الطاعة لهم { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون } للكفرة، والمعنى أنهم يقولون ما يقولون في الملائكة وقد علمت الملائكة في ذلك لكاذبون مفترون { سبحان الله عما يصفون } أي تنزيهاً له وبراءة عما يصفون، وأنهم محضرون النار معذبون بما يقولون، ويجوز إذ فسر الجنة بالشياطين أن يكون الضمير في أنهم لمحضرون لهم، والمعنى أن الشياطين عالمون أن الله يحضرهم النار ويعذبهم، ولو كانوا مناسبين له وأشركوا في وجوب الطاعة لما عذبهم { إلا عباد الله المخلصين } استثناء منقطع من المحضرين معناه: ولكن المخلصين ناجون { فإنكم وما تعبدون } ، معناه: فإنكم ومعبودكم من دون الله أنتم وهم جميعاً { بفاتنين } على الله إلاَّ أصحاب الجحيم، والفاتن المهلك { إلا من هو صال الجحيم } مثلكم { وما منَّا إلا له مقام معلوم } في العبادة والانتهاء إلى أمر مقصور عليه لا يتجاوزه، كما روي فمنهم راكع لا يقوم صلبه وساجد لا يرفع رأسه { وإنا لنحن الصافون } نصفّ أقدامنا في الصلاة وأجنحتنا في الهواء منتظرين ما نؤمر، وقيل: نصفّ أجنحتنا حول العرش داعيين للمؤمنين، وقيل: أن المسلمين إنما اصطفوا في الصلاة عند نزول هذه الآية وليس يصفّ أحد من أهل الملل في صلاتهم غيرهم { وإنا لنحن المسبحون } المنزهون والمصلون، وإن كانوا هم مشركو قريش { لو أن عندنا ذكراً من الأولين } أي كتاباً من كتب الأولين الذي نزل عليهم التوراة والانجيل لأخلصنا عبادة الله ولما كذبنا كما كذبوا به ولآمنا كما آمنوا به المنزل عليهم { فكفروا به } في الكلام حذف فلما آتاهم الكتاب وهو القرآن كفرو به { فسوف يعلمون } وعيد لهم { ولقد سبقت كلمتنا } يعني وعدنا { لعبادنا المرسلين } ، قيل: هو قوله:كتب الله لأغلبن أنا ورسلي } [المجادلة: 21]، وقوله:وكان حقاً علينا نصر المؤمنين } [الروم: 47] { إنهم لهم المنصورون } { وإن جندنا لهم الغالبون } وصفا للمؤمنين بأنهم جنده وتشريفاً لهم { فتول عنهم حتى حين } إلى مدة، قيل: يوم بدر، وقيل: يوم الفتح، وقيل: إلى الموت، وقيل: نسختها آية القتال { وأبصرهم فسوف يبصرون } ، قيل: أنظرهم فسوف يرون العذاب { أفبعذابنا يستعجلون } ، قيل: لما أوعدهم بالعذاب قالوا إنكاراً واستهزاءاً، ائتنا بما تعدنا، فقال: أفبعذابنا يستعجلون { فإذا نزل بساحتهم } يعني العذاب ينزل بساحتهم، قيل: بدارهم { فساء صباح المنذرين } أي بئس صباح الكافرين حينئذ، ولا صباح أسوأ من صباح حلّ في عذاب الله، وقيل: هو نزول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خيبر وكانوا خارجين إلى مزارعهم ومعهم السلاح فقالوا: محمد والجيش، فرجعوا إلى حصنهم فقال (عليه السلام):

السابقالتالي
2