الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } * { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } * { لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } * { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } * { وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } * { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } * { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ } * { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }

{ ومن نعمره ننكسه في الخلق } أي نطيل عمره فيصير إلى حال الهرم، وقيل: يصير بعد القوة إلى الضعف ومن بعد الزيادة إلى النقصان، يعني ينقل من حال إلى حال { أفلا يعقلون } تدبرون وإن من قدر على ذلك قدر على الإِعادة { وما علمناه الشعر } وكانوا يقولون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شاعر، وروي أن القائل عقبة بن أبي معيط، وما علمناه بتعليم القرآن الشعر على معنى، أن القرآن ليس بشعر وما هو من الشعر وأين المعاني التي ينتجها الشعراء من معانيه؟ وأين نظم كلامه من كلامه؟ { وما ينبغي له } أي وما يقوله من عند نفسه { إن هو } يعني القرآن المنزل { إلاَّ ذكر } لأن فيه ذكر الله تعالى وذكر الثواب والعقاب والأحكام وما بيّن إلا قرآن كتاب سماوي { لينذر } قوماً بالتاء خطاب للرسول وبالياء، وقيل: القرآن { لينذر من كان حيَّاً } أي عاقلاً يتأمل الحق { ويحق القول على الكافرين } { أولم يروا أنا خلقنا لهم } أي لمنافعهم { مما عملت أيدينا } أي خلقناه نحن { أنعاماً فهم لها مالكون } ولو لم نخلقها ما ملكوها ولما انتفعوا بها فمن منافعهم أصوافها وألبانها ولحومها وجلودها وركوبها إلى غير ذلك من المنافع { وذلّلناها لهم } أي سخّرناها حتى صارت منقادة لهم { فمنها ركوبهم ومنها يأكلون } أي ركوبهم يركبون من غير امتناع وهو الإِبل فيأكلون الجميع من لحومها وألبانها { ولهم فيها منافع } من أصوافها وأشعارها وأولادها { ومشارب } من ألبانها { أفلا يشكرون } هذه النعمة { واتخذوا من دون الله آلهة } يعني هؤلاء الكفار اتخذوا إلهاً غيره وهو الأوثان { لعلّهم ينصرون } أي ينصروهم من عذاب الله { لا يستطيعون نصرهم } أي لا يقدرون لأنها جماد { وهم لهم جند محضرون } أي يغضبون في الدنيا الأوثان، وقيل: هم لهم جند في الدنيا محضرون في القيامة، وقيل: يجمعون في النار { فلا يحزنك قولهم } أي تكذيبهم وكفرهم بك، وقيل: قولهم في القرآن ان شعرٌ أو سحرٌ { إنا نعلم ما يسرّون وما يعلنون } أي ما يفعلون ظاهراً وباطناً.