الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } * { وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } * { وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ } * { إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } * { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } * { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } * { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ }

{ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر } أي لا تدركه بل يعاقبان ويستويان، وذلك أن القمر لا يجمع معه في وقت واحد ويداخله في سلطانه فيطمس نوره { ولا الليل سابق النهار } ولا يسبق الليل النهار يعني آية النهار وهما النيران، ولا يزال الأمر على هذا الترتيب إلى أن يجمع الله بين الشمس والقمر وتطلع الشمس من مغربها { وكلٌ في فلك يسبحون } يعني الشمس والقمر والنجوم { وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون } الصبيان والنساء في الفلك، قيل: في سفينة نوح، وقيل: هي السفن الجارية في البحار، وقيل: الفلك المشحون سفينة نوح، ومعنى حمل الله ذرياتهم فيها أنه حمل فيها آباءهم الأقدمين وفي أصلابهم ذرياتهم { وخلقنا لهم من مثله } من مثل الفلك { ما يركبون } من السفن أو ما يركبون من الابل وهي سفائن البر { وإن نشأ نغرقهم فلا صريح لهم } أي لا مغيث لهم { ولا هم ينقذون } لا ينجون من الموت بالغرق { إلا رحمة منَّا } بالحياة { ومتاعاً إلى حين } إلى أجل يموتون فيه لا بدَّ لهم منه بعد النجاة من موت الغرق { وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم } ، قيل: اتقوا ما بين أيديكم من عذاب الله ووقائعه كما حل قبلكم بالأمم { و } اتقوا { ما خلفكم } من أمر الساعة وعذاب الآخرة، وقيل: ما خلفكم يعني الذنوب وبين أيديكم ما يأتي من الذنوب، وقيل: ما تقدم من أفعالكم وما تأخر، وقيل: المراد به عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة { لعلكم ترحمون } { وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين } يعني أعرضوا عنها { وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله } أي أعطاكم من نعمة { قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } قالوا ذلك استهزاء وشكَّاً في قدرة الله تعالى { إن أنتم إلا في ضلال مبين } في اتباع محمد، وقيل: هو من قول الله تعالى لهؤلاء الكفار الذين قالوا: { أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } ، وقيل: هو من قول أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { ويقولون متى هذا الوعد } أي القيامة { إن كنتم صادقين } في أنَّا نبعث { ما ينظرون إلا صيحة واحدة } ، وقيل: الصيحة الأولى عند قيام الساعة تأتيهم بغتة { تأخذهم وهم يخصمون } يعني تأتيهم فجأة وهم في أحوال الدنيا يخاصم بعضهم بعضاً، واختلفوا في هذه الصيحة قيل: صيحة الموت ونفخة إسرافيل عند قيام الساعة { فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون } لو أرادوا الرجوع إلى أهلهم لم يمكنهم { ونفخ في الصور } ، قالوا: النافخ اسرافيل { فإذا هم من الأجداث } القبور { إلى ربهم ينسلون } أي يخرجون سراعاً، ونفخة الصور هي نفخة البعث وبين النفختين أربعون سنة، لما رأى القوم أهوال القيامة { قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } لأنه رفع عنهم العذاب بين النفختين فيرقدون، وقيل: وصفوا القبور بالمرقد لأنهم استقروا فيها، وقيل: عاينوا لأنهم عاينوا عذاب جهنم وأهوال القيامة ومتى قيل: هلا قلتم أنه يدل على عذاب القبر؟ قلنا: عذاب القبر لا يدوم بل ينقطع { هذا ما وعد الرحمان } من البعث { وصدق المرسلون } في ذلك قيل: هذا من قول المؤمنين جواباً للكفار لما قالوا: { من بعثنا من مرقدنا } ، وقيل: بل هو قول الملائكة جواباً لهم، وقال أبو علي: هذا من قول الكفار أقروا ظنَّاً منهم أنه ينفعهم.