الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ } * { قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } * { وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } * { وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } * { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ } * { إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ }

{ قالوا } ذلك فقال القوم مجيبين { ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمان من شيء إن أنتم إلا تكذبون } قال الرسل مجيبون: { ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون } { وما علينا إلا البلاغ المبين } أي الاعلام بالرسالة { قالوا إنا تطيّرنا بكم } تشاءمنا بكم، وذلك أنهم كرهوا دينهم كما حكى الله في القبطوإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه } [الأعراف: 131]، وعن مشركي مكةوإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك } [النساء: 78]، وقيل: حبس عنهم القطر فقالوا ذلك، وقيل: زعموا أنهم متى خلوا الأصنام أصابتهم مصائب في أموالهم وأنفسهم { لئن لم تنتهوا } أي لئن لم تدعوا هذا الذي دعوتم إليه { لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم } ، قيل: نرميكم بالحجارة حتى نقتلكم وليمسنكم منا عذاب أليم، قال الرسل يعني لقومهم: { طائركم معكم } أي شؤمكم معكم وهو الكفر الموجب للعذاب { أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون } أي مجازون بالكفر والعصيان { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى } أي من أسفل المدينة وهو حبيب النجار بن إسرائيل وكان يتجنب الأصنام، وهو ممن آمن برسول الله وبينهما ستمائة سنة كما آمن تبّع الأكبر، قيل: كان في غار يعبد الله، فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه وقاول الكفرة وقالوا: رأيت تخالف رأيت تخالف ديننا فوثبوا عليه فقتلوه، وقيل: تواطؤه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره، وقيل: رجموه وهو يقول: اللهم إهد قومي، وقبروه في سوق انطاكية، فلما قتل غضب الله عليهم فأهلكوا بصيحة جبريل، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " سبَّاق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين: علي بن أبي طالب، وصاحب يس، ومؤمن آل فرعون " { اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون } كلمة جامعة في الترغيب فيهم، أي لا تخسرون عليهم شيئاً في دنياكم وتربحون صحة دينكم فينظم لكم خير الدنيا وخير الآخرة، ثم أبرز الكلام في موضعين المناصحة لنفسه وهو يريد لهم فقال: { وما لي لا أعبد الذي فطرني } مكان قوله: وما لكم لا تعبدون الذي فطركم، ألا ترى إلى قوله: { وإليه ترجعون } ولو أنه قصد ذلك لقال: وإليه ارجع، وقد ساقه ذلك المساق إلى أن قال: { إني آمنت بربكم فاسمعون } قولي وأطيعوني فقد نهيتكم { أأتخذ من دونه آلهة } يعني كيف أترك عبادة الفاطر واتبع عبادة الحجر { إن يردن الرحمان بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون } { إني إذاً } أي لو فعلت ذلك لكنت { في ضلال مبين } { إني آمنت بربكم فاسمعون } ، قيل: خطاب للرسل فاسمعوا لتشهدوا لي، وقيل: خطاب لقومه أي اسمعوا قولي: نصحي، فلما قال هذا قتلوه.