الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } * { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } * { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } * { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } * { وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }

{ يا أيها الناس } خطاب للمكلفين { اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله } لأنه خلقهم وخلق جميع الأشياء وهذا استفهام، والمراد تحقيق النفي أي لا خالق غيره { يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو } أي لا تحق الإِلهية والعبادة إلاَّ له { فأنى تؤفكون } كيف تكذبون وتزعمون أن لله شريكاً، وقيل: أنى تصرفون عن الحق أو من أن تكذبون { وإن يكذبوك } يا محمد { فقد كذبت رسل من قبلك } تسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { وإلى الله ترجع الأمر } يعني أمور الخلق فيجازيهم بما يستحقونه { يا أيها الناس إن وعد الله حق } يعني الساعة والثواب والعقاب وسائر ما أخبر به { فلا تغرّنكم الحياة } أي لا تغتروا بالدنيا وأراد ملاذها وزينتها { ولا يغرنكم بالله الغرور } قيل: الشيطان بوسواسه والأماني الباطلة، وقيل: كلما استرزخ إلى المعاصي { إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوَّاً } أي عادوه ولا تتبعوه بأن تعملوا بإرادته { إنما يدعو حزبه } أتباعه وأولياءه { ليكونوا من أصحاب السعير } ليصيروا إلى النار، اللام لام العاقبة، أي يصيروا في العاقبة إلى النار { والذين كفروا لهم عذاب شديد } بمخالفة أمر الله تعالى وهو عذاب النار { والذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي الطاعات { لهم مغفرة } يغفر الله لهم ذنوبهم { وأجر كبير } أي ثواب عظيم { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً } يعني سوء عمله حسناً، ومتى قيل: من زين له؟ قيل: نفسه والشيطان، وقيل: علماء السوء، وقيل: الرؤساء فإنهم يصورونه حسناً { فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء } قيل: يحكم بالضلال والهداية { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } أي لا يغمك حالهم إذا كفروا واستحقوا العذاب كقوله:لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } [الشعراء: 3] { إن الله عليم بما يصنعون } فيجازيهم بذلك، ثم عاد إلى أدلة التوحيد فقال سبحانه: { والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت } أي إلى أرض بعد موتها، أي أحييناها بالنبات والأزهار بعد أن كانت ميتة { كذلك النشور } أي أحيى الموتى من القبور { من كان يريد العزة } في الدنيا بعبادة غيره فيعلم أنه لا ينالها، وقيل: يحيي الله الخلق بماء يرسله من تحت العرش كمني الرجال تنبت منه أجساد الخلق، روي ذلك في الكشاف { فلله العزّة جميعاً } فيعز من تمسك بطاعته، فبيَّن لا عزّة إلا لله ولأوليائه وقال:ولله العزَّة ولرسوله وللمؤمنين } [المنافقون: 8] { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } والكلم الطيب لا إله إلا الله، عن ابن عباس: يعني أن هذه الكلم لا تصعد إلى السماء فتكتب حيث تكتب الأعمال المقبولة كما قال عزَّ وجل:إن كتاب الأبرار لفي عليين } [المطففين: 18]، وقيل: الرافع الكلم والمرفوع العمل، وقيل: الكلم الطيب كل ذكر من تهليل وتسبيح وتكبير وقراءة قرآن ودعاء واستغفار وغير ذلك، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

السابقالتالي
2