الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { وَمَا يَسْتَوِي ٱلْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ } * { إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }

{ والله خلقكم من تراب } يعني آدم وهو أبوهم { ثم من نطفة } أي خلق البشر من ماء الرجل والمرأة { ثم جعلكم أزواجاً } أي ذكراً وأنثى { ولا تضع إلا بعلمه } يعني هو العالم بحمله وكيفيته ووضعه { وما يعمر من معمر } قيل: لا حياة لأحد مدة طويلة ولا قصيرة إلا بعلمه، ومعناه ما يعمر من أحد وإنما سماه معمر إنما هو صائر إليه { إلا في كتاب } وصورته أن يكتب في اللوح إن حج فلان أو غزا فعمره أربعون سنة، وإن حج وغزا فعمره ستون سنة، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن الصدقة والصلة يعمران الديار ويزيدان في الأعمار " وعن كعب أنه قال حين طعن عمر: لو أن عمر دعا الله لأخر في أجله، فقيل لكعب: أليس الله قد قال:إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } [يونس: 49]، قال: قد قال الله: { ما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب } ، وعن سعيد بن جبير: يكتب في الصحيفة عمر كذا وكذا سنة، ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على آخره، عن قتادة: العمر من بلغ ستين سنة، والمنقوص من عمره من يموت قبل ستين سنة، والكتاب: اللوح، ويجوز أن يريد بكتاب الله علمه أو صحيفة الانسان { وما يستوي البحران } العذب والمالح وهو مثل للمؤمن والكافر، ومن كل واحد منهما { تأكلون لحماً طرياً } وهو السمك { وتستخرجون حليةً } وهو اللؤلؤ والمرجان { وترى الفلك فيه مواخر } أي جواري تشق الماء شقاً { لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون } هذه النعمة { يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل } وهو إدخال أحدهما في الآخر، قيل: بالزيادة والنقصان، وقيل: بإذهاب أحدهما بالآخر { وسخر الشمس والقمر } يجريا كما يريد { كلّ يجري لأجل مسمى } قيل: لوقت معلوم إلى أن تظهر أشراط الساعة { ذلكم الله ربكم } مدبر هذه الأمور { له الملك } في الدنيا والآخرة { والذين تدعون من دونه } أي يدعونه آلهاً وهو الأصنام { ما يملكون من قطمير } أي لا يقدرون على ذلك على قليل ولا كثير، والقطمير قشر النوى عن ابن عباس { إن تدعوهم } أي تدعو الأوثان { لا يسمعوا دعاءكم } لأنهم جماد { ولو سمعوا ما استجابوا لكم } قيل: هذا على وجه التقدير أي لو أحياهم وأسمعهم ما أجابوا ولا قدروا على معونتهم { ويوم القيامة يكفرون بشرككم } يحيي الله الأصنام يوم القيامة فتتبرأ منهم، يعني من المشركين، وقيل: المراد به الملائكة وكل معبود { ولا ينبئك مثل خبير } قيل: لا يخبرك بالصدق إلا الله لأنه عالم بكل شيء، قال جار الله: ولا يخبرك بالأمر مخبر هو مثل خبير عالم، يريد به أنه المخبر بالأمر وحده هو الذي يخبرك بالحقيقة دون سائر المخبرين.