الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ الحمد لله } أي الثناء الحسن وشكر النعم كلها لله الذي تحق له العبادة، الذي هو { فاطر السماوات والأرض } أي خالقها فأمر بحمد وشكره على نعمه في الدنيا، ثم عف بنعيم الدين فقال سبحانه: { جاعل الملائكة رسلاً } أي الأنبياء ليعرفهم مصالح الخلق أو بعضهم إلى بعض { أولي أجنحة } أي خلق لهم أجنحة ليطيروا بها { مثنى وثلاث ورباع } قيل: منهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة أجنحة، ومنهم من له أربعة { يزيد في الخلق ما يشاء } أي يزيد في خلق الأجنحة وفي غيره ما تقتضيه مشيئته وحكمته، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه رأى جبريل وله ستمائة جناح، " وروي أنه سأل جبريل (صلوات الله عليه) أن يتراءى له في صورته فقال: إنك لن تطيق ذلك، فقال: " إني أحب أن تفعل " فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ليلة مقمرة وأتاه جبريل في صورته فغشي عليه، ثم أفاق وجبريل (عليه السلام) مسنده وإحدى يديه على صدره والأخرى بين كتفيه فقال: " سبحان الله ما كنت أرى أن أحداً من الخلق هكذا " قال جبريل: كيف لو رأيت اسرافيل له اثني عشر جناحاً: جناح بالمشرق وجناح بالمغرب والعرش على كاهله " " وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله: { يزيد في الخلق ما يشاء } " الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن " وقيل: الخط، والآية مطلقة فتناول كله زيادة في الخلق من طول قامة واعتدال صورة وتمام في الأعضاء { إن الله على كل شيء قدير } يزيد وينقص { ما يفتح الله للناس } يعني أي شيء يطلق الله { من رحمة } أي من نعمة رزق أو مطر و صحة أو أمن أو غير ذلك { فلا ممسك لها } أي لا يقدر أحد أن يمنعها منه { وما يمسك } عنهم من الأرزاق، وقيل: من العذاب { فلا مرسل له من بعده وهو العزيز } القادر { الحكيم } فيما يعطي ويمسك.