الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } * { قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } * { قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } * { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي وَإِنِ ٱهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } * { وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَقَدْ كَـفَرُواْ بِهِ مِن قَـبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ }

{ قل إنما أعظكم بواحدة } آمركم وأوصيكم، يعني إنما أعظكم بواحدة إن فعلتموها أصبتم الحق وتخلصتم وهو { أن تقوموا لله } لوجه الله خالصاً متفرقين { مثنى وفرادى } اثنين اثنين أو واحداً واحداً { ثم تتفكروا } في أمر محمد وما جاء به، وقيل: آمركم وأوصيكم بواحدة مقروناً بالزجر والوعيد والوعد وهي كلمة التوحيد، وقيل: فسر الواحدة بما بعده فقال: { أن تقوموا لله } أي بطاعته وطلب مرضاته مسترشدين مناصحين لأنفسهم { مثنى } أي اثنين اثنين مناظرين واحد واحد متفكرين في أحوال النبي وأقواله وأفعاله وما ظهر عليه من المعجزات { ما بصاحبكم من جنةٍ } قيل: تعلموا حينئذ أنه ليس بمجنون { إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد } قيل: عذاب الآخرة { قل ما سألتكم من أجر } يعني على أداء الرسالة وبيان الشريعة { فهو لكم إن أجري } ثوابي { إلا على الله وهو على كل شيء شهيد } أي شاهد بيني وبينكم { قل إن ربي يقذف بالحق } يلقيه وينزله ويرمي به الباطل فيدمغه ويزهقه { علام الغيوب } مبالغة في كونه عالم لذاته ومعلوماته { قل } يا محمد { جاء الحق } وهو القرآن والإِسلام { وما يبدئ الباطل وما يعيد } يعني ذهب الباطل فلم يبق له مع الحق بيان ولا ظهور لزوال شُبَههم، وقيل: الباطل كل معبود دون الله، يعني لا يخلق شيئاً ابتداء ولا يعيد، وعن الحسن وابن مسعود قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة وداخل البيت ثلاثمائة وستون صنماً فجعل يطعنها بعود معه ويقول: " جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً { جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد } " { قل } يا محمد، إذا نسبوك إلى الضلال وترك دين الآباء { إن ضللت فإنما أضل على نفسي } أي آخذ بذلك { وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي } فله المنة دون الخلق { إنه سميع } لأقوالنا { قريب } منا لا يخفى عليه شيء { ولو ترى إذ فزعوا } قيل: هو وقت البعث وقيام الساعة، وقيل: وقت الموت يوم بدر، وعن ابن عباس: نزلت في خسف البيداء، وذلك أتت ثمانون ألفاً يغزون الكعبة ليخربوها، فإذا دخلوا البيداء خسف بهم { فلا فوت } فلا يفوتون الله ولا يسبقونه { وأخذوا من مكان قريب } من الموقف إلى النار إذا بعثوا أو من تحت أقدامهم إذا خسف بهم وقيل: من مكان قريب من بطن الأرض يحشرون على وجهها { وقالوا آمنا به } قيل: بالله، وقيل: بالرسول، وقيل: بالقرآن، وذلك حين لا ينفعهم لأنهم عاينوا العذاب فقالوا: آمنا به، وقيل: هو يوم القيامة، وقيل: عند الموت، وقيل: عند الخسف { وأنّى لهم التناوش } أي تناول النبوّة { من مكان بعيد } أي في الآخرة وهم غير مكلفين، يعني كيف ينفعهم إيمانهم في هذا الوقت، وقيل: كيف لهم أن يتناولوا ما كان قريباً منهم { وقد كفروا به من قبل } في الدنيا ولم يرد بعد المكان وإنما أراد بعد انتفاعهم به وبعدهم من الصواب وقد كفروا بالله وبالرسول وبالقرآن من قبل في الدنيا { ويقذفون بالغيب من مكان بعيد } وهو قولهم في رسول الله شاعر ساحر كذاب، وقيل: هو قولهم لا جنة ولا نار، وقذف الغيب من مكان بعيد عبارة عن الكلام الذي يقوله الجاهل: { وحيل بينهم وبين ما يشتهون } أي منعوا من مشاهيهم، وقيل: الموت الذي حلَّ بهم كما حلَّ بأمثالهم، وقيل: حيل بينهم وبين نعيم الجنة عن أبي علي، وقيل: مشاهيهم التوبة والإِيمان والرد إلى الدنيا { كما فعل بأشياعهم من قبل } أهل دينهم موافقيهم من الأمم الماضية { إنهم كانوا في شك مريب } أي لم يكونوا في دينهم على شيء بل كانوا شاكين.