الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } * { أَفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ فِي ٱلْعَذَابِ وَٱلضَّلاَلِ ٱلْبَعِيدِ } * { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَٱلطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ } * { أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

{ ويرى الذين أوتوا العلم } أعطوا العلم قيل: هو أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: من آمن من علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام، وقيل: كل من أوتي العلم إلى يوم القيامة، وقيل: هم علماء التوحيد والعدل { الذي أنزل إليك } أي يعلمون أنه { الحق } وهو القرآن { ويهدي } يعلمون أنه حق ويعلمون أنه يهدي { إلى صراط العزيز } القادر { الحميد } المحمود والصراط قيل: هو دين الإِسلام { وقال الذين كفروا } القادة والاتباع متعجبين منه: { هل ندلكم على رجل } يعنون محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { ينبئكم } يخبركم { إذا مزّقتم كل ممزّق } بليتم وتفرق أجزاؤكم وتقطع أوصالكم وصرتم تراباً، كل ممزق يعنون تفريقاً عظيماً { إنكم لفي خلق جديد } أي تعودون أحياء كما كنتم { أفترى على الله كذباً } قيل: هو من كلام المتبوعين أيضاً قالوه معجبين، وقيل: هو من كلام الاتباع جواباً لهم { أم به جِنّة } أو مجنون لا يدري { بل } الكفار { الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب } أي يصيرون إلى العذاب { والضلال البعيد } يعني بعيد عن الحق { أفلم يروا } أفلم ينظروا { إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض } ألم يروا أن السماء محفوظة بهم والأرض، وأنهما حيثما كانوا وأينما ساروا أمامهم وخلفهم محيطتان بهم لا يقدروا أن ينفذوا من أقطارها وان يخرجوا عما هم فيه من ملكوت الله، وقيل: بالسماء والأرض أنعم عليهم أفلا يدبرون { إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء } لتكذيبهم بالآيات وكفرهم بالرسول وبما جاء به كما فعل بقارون وأصحاب الأيكة { إن في ذلك } النظر إلى السماء والأرض والفكر فيهما وما يدلان عليه من قدرة الله { لآية } دلالة { لكل عبد منيب } وهو الرجع إلى ربه المطيع له تائب من ذنوبه { ولقد آتينا داوود منا فضلاً } أي أعطيناه فضلاً، والمراد أنا فضلناه على غيره بما أعطيناه من النبوة والكتاب وهو الزبور والمعجزات الظاهرات { يا جبال أوبي معه } وقلنا: يا جبال أوبي من التأويب والأوب أي رجعي معه التسبيح، ومعنى تسبيح الجبال أن الله سبحانه خلق فيها تسبيحاً كما خلق الكلام في الشجر فسمع منها كما يسمع من المسبح معجزة لداوود (عليه السلام) { والطير } بأصواتها، قال جار الله: والذي ذكره الحاكم قال معناه يا جبال أوبي معه أي سخرنا الجبال له وسهلناها فلا يصعب عليه ما يريده منها من قطع وغيره لأنه ليس بحيّ مخاطب، وقيل: كانت الجبال تسبح إذا سبح، عن ابن عباس: أي رجعي معه بالتسبيح، وقيل: إذا قرأ الزبور بصوت حزين والطير تعظيماً لقراءته، وهذا يحتمل أن الله خلق ذلك فيها معجزة لداوود { وألنّا له الحديد } وجعلناه له لينا كالطين والعجين والشمع يصرفه كيف شاء من غير نار ولا ضرب بمطرقة { ان اعمل سابغات } وهي الدروع الواسعة الصافية، وهو أول من اتخذها، وكان يأكل من كسب يده، وروي أنه كان يبيع الواحد بأربعة آلاف { وقدّر في السرد } في نظم الحلق والسرد حلق الدرع، وقيل: السابغات الدروع والسرد الإِرسال والله أعلم { واعملوا صالحاً } أي قلنا لهم اعملوا { إني بما تعملون بصير } فمجازيكم به.