الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً } * { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } * { هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } * { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً } * { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً } * { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نَكَحْتُمُ ٱلْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً }

{ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً } قيل: باللسان ذكر أسمائه الحسنى وصفاته العليا، وقيل: بالقلب، وعن ابن عباس: لم يفرض الله على عباده فريضة لا جعل عليها حداً، وأمرهم بذكره في الأحوال كلها، قيل: هو الاعتقاد والتوحيد والعدل فإنه واجبٌ في جميع الأحوال، وقيل: ذكر الله باللسان بالتحميد والتهليل والتكبير وما هو أهله، وأكثروا ذلك { بكرة وأصيلا } أي في كافة الأوقات، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ذكر الله على فم كل مسلم " وعن قتادة: قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم { وسبحوه بكرة وأصيلاً } يعني الصبح والعصر، وقيل: أراد الصلاة بكرة وعشيّاً { هو الذي يصلي عليكم } الصلاة منه بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى الاستغفار، ومن النبي الشفاعة، والمعنى هو الذي يترحم عليكم بإكثار الذكر { ليخرجكم } من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة { وكان بالمؤمنين رحيماً } والمراد بالرحمة هو الثواب في الجنة { تحيتهم يوم يلقونه سلام } يعني تحيَّة المؤمنين يوم يلقون جزاءه، قيل: هو سلام ملك الموت، وقيل: سلام الملائكة عند الخروج من القبور، وقيل: عند دخول الجنة { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً } على الخلق بالقبول والرد { ومبشراً } بالقابلين عليه بالثواب { ونذيراً } { وداعياً إلى الله بإذنه } أي إلى توحيده وبإذنه يعني بأمره { وسراجاً منيراً } يعني يهتدى به في الدين كما يهتدى بالسراج، وقيل: أراد بالسراج الشمس { وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً } أي نعماً كثيرة، وعن جابر لما نزلت:إنا فتحنا لك } [الفتح: 1] الآيات قالت الصحابة: هنيئاً لك يا رسول الله هذا الفارق فما لنا؟ فأنزل الله: { وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً ولا تطع الكافرين } من أهل مكة فيما دعوه من المراهنة { والمنافقين } من أهل المدينة { ودع أذاهم } أي أعرض عن أذاهم فإني أكفيك أمرهم إذا توكلت عليّ { وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً } ، ثم بيّن سبحانه أحكام الناس فقال سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات } أي تزوجتموهن { ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن } قيل: تجامعوهن، وقيل: حصل بينكم مسيس هو عبارة عن الخلوة الصحيحة { فما لكم عليهن من عدة تعتدّونها } أي تحصونها بالاقراء والأشهر { فمتعوهن } أي أعطوهن ما يستمتعن به، قيل: إن كان سمى مهرها فلها نصفه وإن لم فالمتعة { وسرّحوهن سراحاً جميلاً } من غير ضرار، وقيل: هو أمر ندب المتعة مستحبَّة ونصف المهر واجبٌ، وسرحوهنَّ يعني خلُّوا سبيلهنّ، سراحاً جميلاً بالمعروف وهو أن يعطيها ما وجب لها.