الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ ٱللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي ٱلسَّبِيلَ } * { ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوۤاْ آبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } * { ٱلنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُوۤاْ إِلَىٰ أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } * { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً } * { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً }

{ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } نزلت في معمر كان رجلاً من أحفظ العرب، وقيل: هو جميل بن أسيد الفهري، وكان يقول: لي قلبين أفهم بأحدهما أكثر مما يفهم محمد، فروي أنه انهزم يوم بدر فمر بأبي سفيان وهو معلق إحدى نعليه في يده والأخرى في رجله فقال له: ما فعل الناس؟ فقال: هم ما بين مقتول وهارب، فقال: ما بال إحدى نعليك في رجلك والأخرى في يدك؟ فقال: ما ظننت إلا أنهما في رجلي، فأكذب الله قوله وقولهم، وعن ابن عباس: كان المنافقون يقولون: لمحمد قلبان فأكذبهم الله تعالى، وقيل: سها في صلاته فقال اليهود: له قلبان قلبٌ مع أصحابه وقلبٌ معكم { وما جعل أزواجكم اللاّئي تظاهرون منهن } الآية نزلت في قصة أوس بن الصامت وامرأته خولة بنت ثعلبة لما ظاهر منها وقصته في المجادلة، وكان ذلك طلاق الجاهلية يقول الرجل: أنت عليّ كظهر أمي، فإنها لا تحرم كتحريم الأم ولكن تكون معصية وفيه الكفارة وللظهار أحكام يذكرها الفقهاء { وما جعل أدعياءكم } يعني من تدعونه ولداً وهو ثابت النسب من غيركم لا يصير ولداً، والآية نزلت في زيد بن حارثة وكان عبداً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعتقه فلما تزوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زينب بنت جحش وكانت قبل ذلك عند زيد قالت اليهود والمنافقون تزوج محمد بامرأة ابنه فأنزل الله هذه الآية: { ذلكم قولكم بأفواهكم } هذا ابني لا غير تقولون بألسنتكم ما لا حقيقة له { والله يقول الحق وهو يهدي السبيل } يدل على طريق الحق { ادعوهم لآبائهم } أي انسبوهم إلى آبائهم الذين ولدوا على فراشهم { هو أقسط عند الله } أعدل في القول: لأن الانسان نسابته إلى المدعي كذب { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين } لأن المؤمنين أخوة { ومواليكم } في أصدقائكم، وقيل مواليكم في وجوب النصرة { وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به } يعني إذا نسبتم أحداً إلى الجدّ ظنّاً منكم أنه أباه فلا حرج { ولكن ما تعمدت قلوبكم } فنسبتموه إلى غيركم مع علمكم بخلافه فإذا كان خطأ فلا حرج { وكان الله غفوراً رحيماً } لعفوه عن الخطأ، عن العمد إذا تاب العامد { النبي أولى بالمؤمنين } في كل شيء من أمور الدين والدنيا { من أنفسهم } ولهذا أطلق ولم يقيّد فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة من نفسه، اقرأوا إن شئتم: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } " { وأزواجه أمهاتهم } نسبته لهن بالأمهات وفي بعض الأحكام وهو وجوب تعظيمهن واحترامهن وتحريم نكاحهن، قال الله تعالى:

السابقالتالي
2