الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ } * { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { وَقَالُوۤاْ أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } * { قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } * { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } * { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { الذي أحسن كل شيء خلقه } لأنه ما من شيء خلقه إلاَّ وهو مرتب على ما اقتضته الحكمة وأوجبته المصلحة لجميع المخلوقات حسنة كما قال:لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم } [التين: 4] { وبدأ خلق الإِنسان من طين } يعني آدم { ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين } يعني نسل آدم وهم أولاده، وقوله: { من سلالة } لأنها نسل من الأنساب وتخرج منه، وقوله: { ماء مهين } ضعيف أو حقير { ثم سواه } أي خلق جسده { ونفخ فيه من روحه } قيل: الروح محل الحياة والصحيح الروح جسمٌ ولذلك يصح فيه النفخ وهو النفس، أي يحصل من مخاريق الإِنسان فإذا هو في الهوى سمي ريحاً، فإن قيل: لم أضاف الروح إلى نفسه؟ قالوا: لأنه خلقه واختصّ بالقدرة عليه { وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون } أي مع هذه النعم قليل شكركم { وقالوا أئذا ضللنا } يعني منكرو البعث { أئذا ضللنا في الأرض } أي متنا وصرنا تراباً، وقيل: هلكنا { أئنا لفي خلق جديد } أي نحيا بعد الموت { بل هم بلقاء ربهم كافرون } بلقاء ما وعد الله من الثواب والعقاب { قل يتوفاكم ملك الموت } الذي يقبض أرواحكم { الذي وكّل بكم } فأما الموت فلا يقدر عليه غير الله تعالى { ثم إلى ربكم ترجعون } إلى حكمه وجزائه تصيرون بعد الموت { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم } يعني لا يرفعونها من الغم والحسرة { ربنا ابصرنا وسمعنا } أي أبصرنا صدق وعدك وما كنا نكذب وسمعنا منك تصديق رسلك { فارجعنا } إلى دار الدنيا والتكليف { نعمل صالحاً إنا موقنون } { ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها } أي هدى النفس حيراً والجاءً إلا أن فيه ابطال التكليف وفساد التدبير { ولكن حقّ القول مني } قيل: وجب الوعد والوعيد، وقيل: هو قوله:لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } [ص: 85] { لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } أي أهل النار من أهل هذين الجنسين { فذوقوا } أي يقال لهم يوم القيامة ذوقوا { بما نسيتم لقاء يومكم } لأنكم تركتم فصار كالمنسي { لقاء يومكم هذا } يوم القيامة { إنا نسيناكم } قيل: جزيناكم بالنسيان، وقيل: تركناكم في النار كالمنسي { وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون } من المعاصي.