الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ } * { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِنِعْمَتِ ٱللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } * { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ }

{ ومن يسلم وجهه إلى الله } مخلص دينه لله ويفوض أمره إليه وإسلام الوجه هو الانقياد له في أوامره ونواهيه { وهو محسن } يفعل الإِحسان وهو الطاعات { فقد استمسك بالعروة الوثقى } من باب التمثيل مثل حال المتوكل بحال من أراد أن يتدلى من شاهق فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة من جبل متين مأمون انقطاعه، قيل: هو طاعة الله فيما أمر ونهى { وإلى الله عاقبة الأمور } { ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم } إلى حكمنا مصيرهم { فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور } { نمتعهم قليلاً } أي نعمرهم ثم نمهلهم ونعطيهم من ملاذ الدنيا ونعيمها ما ينعمون به مدة قليلة { ثم نضطرهم } قيل: نلجئهم { إلى عذاب غليظ } كقوله:زدناهم عذاباً فوق العذاب } [النحل: 88] { ولئن سألتهم } يعني كفار مكة { من خلق السماوات والأرض ليقولن } هو { الله } وحده { بل أكثرهم لا يعلمون } أن ذلك يلزمهم { لله ما في السماوات والأرض } ملكاً وخلقاً { إن الله هو الغني الحميد } الغني عن حمد الحامدين المستحق للحمد { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده } الآية عن ابن عباس: أنها نزلت جواباً لليهود لما قالوا قد أوتينا التوراة وفيها كل الحكمة والمعنى ولو أن أشجار الأرض أقلامٌ والبحر ممدودٌ { سبعة أبحر } وكتبت بتلك الأقلام وبذلك المداد ما نفدت كلماته، وقيل: لو صار جميع أشجار العالم أقلاماً والبحر يمده من بعده سبعة أبحر مداد يمد الأقلام { ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم } قادر على جميع ذلك، كلمات قيل: كلامه، وقيل: معلوماته { ما خلقكم ولا بعثكم إلاَّ كنفس واحدة } يعني القليل والكثير والابتداء والإِعادة في مقدوره سواء لا يصعب عليه شيء من ذلك { إن الله سميع } لأقوالكم { بصير } بضمائركم، قوله تعالى: { ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل } قيل: المراد به إدخال أحدهما على الآخر وينقص من أحدهما ويزيد في الآخر { وسخّر الشمس والقمر } بأن أجراهما لمنافع الخلق { كل يجري لأجل مسمى } قيل: هو يوم القيامة { وأن الله بما تعملون خبير } عليم بأعمالكم { ذلك بأن الله هو الحق } وأن ما تدعونه هي الأصنام هو الباطل { وأن الله هو العلي الكبير } القادر القاهر { ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله } أي برحمته { ليريكم من آياته } من حججه { إن في ذلك لآيات لكل صبارٍ شكور } لنعمائه { وإذا غشيهم موج كالظلل } في ارتفاعه وتغطية ما فيه، وقيل: كالجبال، وقيل: كالسحاب، وهو جمع ظلة وكل شيء أظلّك فهو قلة { دعوا الله مخلصين له الدين } أي دعوه لينجيهم من العذاب { فلما نجّاهم إلى البرّ } أي أجاب دعوتهم ونجاهم من تلك المخاطر { فمنهم مقتصد } مؤمن، وقيل: على طريقة مستقيمة وصلاح في الآخرة { وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور } ، قيل: ختار كفور غدار جحود.