الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } * { يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } * { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } * { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } * { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ }

{ يا بني إنها إن تك مثقال حبَّة } أي قدر حبةٍ { من خردلٍ } وزن حبة خردل { فتكن في صخرة } وهي الصخرة الذي تحت الأرض وهي السجين يكتب فيها أعمال الكفار { أو في السماوات } في العالم العلوي { أو في الأرض } السفلى { يأت بها الله } أي يجازي بها يوم القيامة { إن الله لطيف خبير } { يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف } أي بالطاعات { وانه عن المنكر } أي المعاصي { واصبر على ما أصابك } يجوز أن يكون عاماً في كل ما يصيبه من المحن { إن ذلك من عزم الأمور } الواجبة التي أمر الله بها { ولا تصعر خدك للناس } يعني أقبل على الناس بوجهك تواضعاً ولا تولّهم بشق وجهك وصفحته كما يفعل المتكبرون، وقيل: هو الذي إذا سلّم عليه أحد لَوَى عنقه تكبراً، وقيل: هو يكون بينك وبينه شيء فإذا لقيته أعرضت، وقيل: لا تحتقر الفقير وليكن الفقير والغني عندك سواء { ولا تمشِ في الأرض مرحاً } أي بطراً { إن الله لا يحب كل مختالٍ فخور } أي متكبراً على الناس { واقصد في مشيك } قيل: تواضع ولا تتكبر وليكن مشيك قصد { واغضض من صوتك } وانقص منه واقصر من قولك { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } فشبَّه الرافعين أصواتهم بالحمير وتمثيل أصواتهم بالنهاق، وعن زيد بن علي: أراد بالحمير الحمير من الناس وهم الجهال شبَّههم بذلك وهو أحسن ما قيل فيه قاله الحاكم { ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض } أي ألم تعلموا أنه سخّر لمنافعكم ما في السماوات من الشمس والقمر والنجوم والسحاب والأمطار وما في الأرض من الحيوان وغير ذلك مما تنتفعون به { وأسبغ عليكم } أي أنعم وأتم { نعمه ظاهرة وباطنة } قيل: الظاهرة الدين والباطنة ما غاب عن العباد وعلمه الله، وقيل: الظاهرة الرزق من حيث يحتسب والباطنة الرزق من حيث لا يحتسب، وقيل: الظاهرة المدخل للغذاء والباطنة المخرج للأذى، وقيل: الظاهرة الإِسلام والباطنة الستر { ومن الناس من يجادل في الله } الآية نزلت في النضر بن الحارث { بغير علم } بغير حجة موجبة للعلم { ولا هدى ولا كتاب } أنزله الله تعالى { منير } أي واضح { وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله } على محمد وهو القرآن { قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير } وهي نار جهنم فإنه يدعوهم إلى موجباتها وهو الكفر والمعاصي.