الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } * { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } * { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ } * { كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } * { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ }

{ ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً } وهو العاصف، وقيل: رأوا سحاباً مصفَّراً لا مطر فيه { لظلّوا من بعده يكفرون } أي داموا على كفرهم ولم يرضوا بقضاء الله { فإنك لا تسمع الموتى } فيه تسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتمهيلاً بعذره يعني إنك كما تعجز عن استماع الموتى تعجز عن استماع هؤلاء { ولا تسمع الصم الدعاء } أي لا تملك إسماع الصم كذلك هؤلاء لأنهم بمنزلة الصم حين تهدي كذلك هؤلاء { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } لأنه ينتفع بما يتلى عليه ويتدبره { فهم مسلمون } أي منقادون لله بما يتدبرون ويعلمون، ثم عاد إلى ذكر الأدلة فقال سبحانه: { الله الذي خلقكم من ضعف } أي أوجدكم من نطفة { ثم جعل من بعد ضعف قوة } أي شباباً { ثم جعل من بعد قوة ضعفاً } وهو حال الكبر والهرم { يخلق ما يشاء وهو العليم القدير } القادر على تصريفهم كيف يشاء وتقليبهم من حال إلى حال { ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون } أي يحلفون إظهار المذلة والصِّغَر { ما لبثوا غير ساعة } قيل: في القبور، وقيل: بعد انقطاع عذاب القبر، وفيما بين فناء الدنيا إلى البعث، وفي الحديث: " ما بين فناء الدنيا إلى البعث أربعون " لا يعلم أهي أربعون سنة أم أربعون ألف سنة؟ وذلك وقت يقضون فيه وتنقطع عبراتهم، وقيل: في الدنيا وذلك لما عاينوا أمر الآخرة كأنهم قالوا ما الدنيا في الآخرة إلا ساعة { كذلك كانوا يؤفكون } يكذبون بالدنيا حيث أخبروا عما لم يعلموا { وقال الذين أوتوا العلم والإِيمان } القائلون هم الملائكة والأنبياء والمؤمنون { لقد لبثتم في كتاب الله } في اللوح المحفوظ أو في علم الله وقضائه { إلى يوم البعث } ، قيل: ظنوا أن العذاب يتأخر عنهم عدة قليلة فبيّن لهم العلماء ان العذاب لا يتأخر عنهم { فهذا يوم البعث } حق { فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون } بأن يردوا إلى الدنيا ليتوبوا، وقيل: لأن يقبل معاذيرهم { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل } يعني أنه بالغ في البيان، وتصريف الآيات والأدلة، وضرب الأمثال، والوعد والوعيد، فلم ينقادوا ولا يطيعوا والله أعلم { ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون } { كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون } ، قيل: الطبع سمةٌ يجعلها الله تعالى على قلوب الكافرين { فاصبر إن وعد الله حق } في نصرك وإظهار دينك، قوله تعالى: { ولا يستخفنّك الذين لا يوقنون } ولا يحملنك على الخفَّة والقلق جزعاً مما يقولون ويفعلون فإنهم ضالّون شاكون، وقوله: { لا يوقنون } بما أخبر الله تعالى به.