الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَيُحْيِي بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } * { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ }

{ ومن آياته يريكم البرق خوفاً } وهو نار يحدث في السحاب خوفاً { وطمعاً } من الحلف وطمعاً في المطر، وقيل: خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم { وينزّل من السماء ماء فيحي به الأرض بعد موتها } بعد يبسها { إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون } يستدلون { ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره } أي قوّمها من غير عمد، يعني قيام السماء والأرض واستمساكهما بغير عمد من أعظم الآيات على توحيده بأمره، أي بقوله كونا قائمتين { ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون } وذلك خروج الموتى من القبور إذا دعاهم دعوة من الأرض دعوة واحدة يا أهل القبور اخرجوا والمراد سرعة وجود ذلك وهو منادي القيامة { وله من في السماوات والأرض } ملكاً وخلقا { كلٌ له قانتون } مطيعون في تصريفه لا يمتنع عليه شيء مما يريد بهم من إحياء أو موت أو صحة أو مرض { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده } أي يخلقهم ابتداء ثم يعيدهم بعد الفناء { وهو أهون عليه } أي هيّن عليه سهل يسير { وله المثل الأعلى } الوصف الأعلى الذي ليس لغيره مثله مذ عرف به ووصف { في السماوات والأرض } وهو أنه القادر لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة وغيرهما من المقدروات، ويدل عليه قوله: { وهو العزيز الحكيم } أي القادر على كل مقدور الحكيم في صنعه، وعن مجاهد: المثل الأعلى قوله لا إله إلا الله ومعناه أوله الوصف الأعلى الذي هو الوصف بالوحدانية ويعضده قوله: { ضرب لكم مثلاً من أنفسكم } معناه هل ترضون لأنفسكم وعبيدكم أمثالكم بشر كبشر وعبيد كعبيد وأن يشاركهم بعضهم { فيما رزقناكم } من الأموال وغيرها أن تكونوا أنتم وهم فيه على السواء من غير تفصيلة بين حرٍّ وعبدٍ، تهابون أن تستبدوا بتصرف دونهم وأن تفانوا بتدبير عليهم كما تهاب بعضكم بعضاً من الأحرار، وإذا لم ترضوا فرب الأرباب ومالك الأحرار والعبيد أن تجعلوا بعض عبيده له شركاء { كذلك نفصِّل الآيات } أي نبينها لأن التمثيل مما يكشف المعاني ويوضحها { لقوم يعقلون } يعلمون بأن يستدلوا { بل اتبع الذين ظلموا } أي أشركوا بقوله تعالى:إن الشرك لظلم عظيم } [لقمان: 13] { بغير علم } أي اتبعوا { أهواءهم } جاهلين { فمن يهدي من أضل الله } أي من خذله ولم يلطف به لعلمه أنه ممن لا لطف له { وما لهم من ناصرين } من ينصرهم لينجيهم من عذاب الله تعالى.