الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } * { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } * { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ } * { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }

{ ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون } يعني أهل الجمع يجمعون ثم يتفرقون فيصيرون فريقين كما قال فريق في الجنة وفريق في السعير { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون } قيل: يكرمون أو يتمتعون ويسرون { وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون } أي يحضرون في جهنم للعذاب { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } هذا خبر والمراد الأمر أي سبحوه أو نزهوه عن أن تصفوه بما لا يليق به من الصفات والأسماء والأفعال، وقيل: المراد به الصلوات الخمس، وقيل لابن عباس: هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ قال: نعم، وتلا هذه الآية { تمسون } صلاة المغرب والعشاء { وتصبحون } صلاة الفجر { وعشيا } صلاة العصر { وحين تظهرون } صلاة الظهر { وله الحمد في السماوات والأرض } يعني هو المستحق للحمد لأنه هو المنعم عليهم، ومعناه على المميزين كلهم من أهل السماوات والأرض أي يحمدوه { يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي } قيل: النطفة من الإِنسان والإِنسان من النطفة، وقيل: المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن { ويحيي الأرض بعد موتها } من النبات والثمار بعد موتها وهو إخراج النبات منها { وكذلك تخرجون } ومثل ذلك الإِخراج تخرجون وتبعثون { ومن آياته } من حججه { أن خلقكم من تراب } الآية، خلق أصلكم منه { ثم إذا أنتم بشر تنتشرون } { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً } لأن حواء خلقت من ضلع آدم والنساء بعدها خلقن من أصلاب الرجال أو من شكل أنفسكم وجنسها لا من جنس آخر { لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } بين المرأة وزوجها ولم يكن بينكم سابقة في معرفة ولا لقاء ولا سبب يوجب التعاطف من قرابة ورحم، وعن الحسن: المودة كناية عن الجماع والرحمة عن الولد، وقيل: أن الرحمة والمودة من قبل الله { إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } فيها { ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم } باختلاف اللغات وأجناس النطق وأشكاله، خالف عز وجل بين هذه الأشياء حتى لا تكاد تسمع منطقين متفقين في همس ولا فصاحة ولا لكنة ولا نظم ولا أسلوب ولا غير ذلك من صفات النطق، وكذلك الصور والألوان ولاختلاف ذلك وقع التعارف، وإلا فلو اتفقت وتشاكلت وكانت ضرباً واحداً لوقع التجاهل والالتباس ولتعطلت مصالح كثيرة { إن في ذلك لآيات للعالمين } المكلفين لأن ذلك يشاهده كل أحد { ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله } أي طلبكم من نعمته.