الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } * { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ } * { رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ } * { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }

{ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } الصور المتفاوتة المختلفة من ذكر وأنثى، وأبيض وأسود، وقصير وطويل، وتام وناقص { لا إله إلا هو } لما ذكر الدلالة عقبه بذكر المدلول عليه وهو الله عز وجل لا إله إلا هو، وهو { العزيز } الذي لا يمتنع عليه شيء { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب } هو الذي أنزل عليك يا محمد الكتاب، وهو القرآن هن أم القرآن المحكم، كقوله تعالى:ألر كتاب أحكمت آياته } [هود: 1] أي أحكمت بالنظم العجيب، وقيل: أحكمت عباراتها بأن حفظت، قوله تعالى: { هن أم الكتاب } أي هن أصل الكتاب بحمل المتشابهات عليها ولردها إليها { وأخر متشابهات } يعني أن بعضه يشبه بعضاً، كقوله تعالى:الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً } [الزمر: 23] أي يشبه بعضه بعضاً في جزالة الألفاظ وجودة المعاني لا تناقص فيه ولا فساد، وروي في الكشاف أن المتشابه مثل قوله تعالى:لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } [الأنعام: 103]وإلى ربها ناظرة } [القيامة: 23] ولا يأمر بالفحشاء } [الأعراف: 28]أمرنا مترفيها } [الإسراء: 16] { فأما الذين في قلوبهم زيغ } نزلت في المنافقين، وقيل: في وفد نجران، زيغ: قيل: شك، وقيل: ميل، وهم أهل البدع والعقائد الفاسدة، قوله: { فيتبعون ما تشابه منه } يعني يتعلقون بالمتشابه { ابتغاء الفتنة } أي طلب أن يفتنوا الناس عن دينهم ويضلونهم { وابتغاء تأويله } أي وطلب أن يتأولونه التأويل الذي يشتهونه { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } أي لا يهتدي إلى تأويل الحق الذي يجب أن يحمل عليه إلا الله سبحانه وعباده الذين سبحوا في العلم يقولون ويفسرون المتشابه { كل من عند ربنا } أي يقولون أن محكمه ومتشابهه من عند ربنا { ربنا لا تزغ قلوبنا } أي لا تبلنا ببلايا تزيغ فيها قلوبنا { بعد إذ هديتنا } وأرشدتنا لدينك، ولا تمنعنا ألطافك بعد إذ لطفت بنا، { إن الذين كفروا } يعني من كفر برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وقيل: بنو قريظة وبني النضير، { لن تغني عنهم أموالهم } لا تنفعهم ولا تكفّر عنهم شيئاً من عذاب الله تعالى { كدأب آل فرعون } يعني دأب هؤلاء الكفار، كدأب آل فرعون وغيرهم حلّ بهم العقاب، والدأب العادة، وقيل: كعادة الله عزّ وجل في آل فرعون أنزل بهم العذاب لما سلف من إجرامهم { والذين من قبلهم } كفار الأُمم الماضية { كذبوا بآياتنا فأخذهم الله } أي عاقبهم الله تعالى { بذنوبهم } أي بإجرامهم ومعاصيهم { والله شديد العقاب } لمن يعاقبه، فاحذروا عقابه { قل للذين كفروا ستغلبون } الآية نزلت في اليهود، وقيل: لما هلكت قريش يوم بدر جمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اليهود بسوق بني قينقاع فدعاهم إلى الإسلام وحذّرهم ما نزل بقريش من الإِنتقام، فأبوا وقالوا ألسنا كقريش الأغمار الذين لا يعرفون القتال، لو حاربتنا لتعرف الناس فنزلت الآية، وقيل: نزلت في مشركي قريش يوم بدر.