الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } * { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ } * { فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْقَصَصُ ٱلْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِٱلْمُفْسِدِينَ } * { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }

قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب } الآية نزلت في وفد نجران، والعاقب وأصحابه قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هل رأيت ولداً من غير أب؟ فنزلت، عن ابن عباس: فلما دعاهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المباهلة أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة (عليهم السلام) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا أنا دعوت فآمنوا " ثم دعا النصارى إلى المباهلة فأحجموا عنها، وأقروا بالذلة، وقبلوا الجزية، وروي أنهم استشاروا العاقب وكان ذا رأيهم، فقال: إنه نبي مرسل وما لاعن قوم شيئاً قط فعاش كبيرهم ولا ثبت صغيرهم فوادعوه وانصرفوا، وروي أن أسعف نجران قال لهم: إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة وسألوا الصلح، فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل سنة ألفي حلة، ألف في رجب وألف في صفر، وثلاثين درعاً، وثلاثين فرساً، وثلاثين رمحاً، فدفعوها إلى واليه، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " والذي نفسي بيده لو باهلوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليه الوادي ناراً وما حال الحول على النصارى حتى هلكوا { إن هذا لهو القصص الحق } أي هذا الذي قصَّ عليك من نبأ عيسى لهو القصص الحق، قوله تعالى: { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } لا يختلف فيها التوراة والانجيل والقرآن وتفسير الكلمة قوله تعالى: { ألاَّ نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله } يعني تعالوا إليها حتى لا تقولوا عزير ابن الله، وقيل: اجتمعت أحبار اليهود ونصارى نجران عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتنازعوا في إبراهيم، فقال اليهود: ما كان إلا يهودياً، وقالت النصارى: ما كان إلا نصرانياً، فنزلت الآية، " وروي أنهم لما اختلفوا سألوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك، فقال: " بل كان بريئاً من الفريقين وكان حنيفاً مسلماً وأنا على دينه " فقالت اليهود: والله يا محمد والله ما تريد إلا أن نقول فيك ما قالت النصارى في عيسى " ، فنزلت الآية ونزل قوله تعالى:ما كان ابراهيم يهودياً ولا نصرانياً } [آل عمران: 67] الخ { ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله } يعني نطيع أحبارنا فيما أحدثوا من التحريم والتحليل، من غير رجوع إلى ما شرَّع الله تعالى كقوله تعالى:اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحد } [التوبة: 31]، وعن عدي بن حاتم " أما كنَّا نعبدهم يا رسول الله، قال: " أليس كانوا يحلّون لكم ويحرمون عليكم فتأخذون بقولهم " ، قال: نعم، قال: " هو ذاك فإن تولوا عن التوحيد " { فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } أي لزمتكم الحجة ووجب عليكم أن تعترفوا وتسلموا بأنَّا مسلِمون دونكم كما يقول الغالب للمغلوب في جدال أو صراع أو غيرهما، أعترف بأني أنا الغالب وسلم لي الغلبَة، ويجوز أن يكون من باب التعريض ويكون معناه اشهدوا واعترفوا بأنكم كافرون حيث توليتم عن الحق بعد ظهوره.