الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } * { قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } * { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين } الآية نزلت في خاطب بن أبي بلتعة، وقيل: نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } ومن يوالي الكفرة فليس من ولاية الله في شيء يقع عليه اسم الولاية، يعني أنه ينسلخ عن ولاية الله رأساً { إلا أن تتقوا منهم تقاةً } إلا أن تخافوا من جهتهم أمراً يجب اتقاءه { ويحذركم الله نفسه } فلا تتعرضوا لسخطه بموالاة أعدائه، وهذا وعيدٌ شديدٌ، ومعنى نفسه ذاته المتميزة عن سائر الذوات { قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه } من ولاية الكفار وغيرها مما لا يرضاه الله تعالى { يعلمه الله } ولم يخف عليه وهو الذي { يعلم ما في السموات وما في الأرض } لا يخفى عليه شيء منه قط، ولا يخفى عليه سركم وعلانيتكم { والله على كل شيء قدير } قادر على عقوبتهم. قوله تعالى: { يوم تجد } منصوب بتَود والضمير في بينه إلى اليوم أي يوم القيامة حين تجد { كل نفس } خيرها وشرّها حاضرين يتمنى { لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً } { والله رؤوف بالعباد } ، وعن الحسن من رأفته بهم أن حذّرهم نفسه، قوله تعالى: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } الآية نزلت في قوم من أهل الكتاب قالوا: نحن الذين نحب ربنا، وجعل تصديق ذلك اتباع رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: " وقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على قريش في المسجد الحرام وقد نصبوا الأصنام وزيّنُوها وسجدوا لها، فقال: " لقد تركتم ملة إبراهيم وإسماعيل " فقالوا: إنما نعبد هذه حباً لله تعالى " ، فنزلت الآية، وقيل: نزلت في نصارى نجران حين قالوا: إنما نعظم المسيح حباً لله تعالى، ومن ادّعى محبَّة الله تعالى وخالف سُنَّة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو كاذبٌ وكتاب الله تعالى يكذبه { إن الله اصطفى آدم ونوحاً } يعني أخبار آدم ونوحاً { وآل إبراهيم } إسماعيل وإسحاق وأولادهما { وآل عمران } موسى وهارون أبناء عمران بن يصهر، وقيل: عيسى ابن مريم بنت عمران بن ماثان، وبين العمرانين ألفٌ وثمانمائة سنة، وقد دخل في آل إبراهيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { ذرية بعضها من بعض } في الدين.