الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { يَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } * { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ } * { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } * { وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } * { ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }

{ ويستعجلونك بالعذاب } وإنما قالوا ذلك استهزاء منهم وتكذيباً { ولولا أجل مسمى } وهو ما علم من الصلاح، وقيل: أراد يوم القيامة { لجاءهم العذاب وليأتيّنهم بغتة وهم لا يشعرون } بمجيئه { يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } { يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم } ويقال لهم توبيخاً: { ذوقوا ما كنتم تعملون } { يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة } نزلت في المستضعفين الذين كانوا بمكة مؤمنين لا يقدرون على إظهار الايمان فحثهم على الهجرة، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من فرّ بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبراً من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد " ، وقيل: أرضي واسعة أي أرض الجنة { فاعبدون } لتنالوها، عن أبي علي، والأكثر أنها أرض الدنيا { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون } { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوّئنهم من الجنة غرفاً } قصوراً { تجري من } تحت الغرف { الأنهار خالدين فيها نعم أجر العالمين } أي نعم الجزاء لمن عمل بطاعته، ثم بيَّن وصف العاملين فقال سبحانه: { الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون } يعني آمنوا وصبروا على ميثاق [مشاق] التكليف، وترك المحرمات، وأداء الواجبات، واحتمال الأذى من الأعداء، وفراق الوطن والهجرة لأجل الدين، وعلى أذى المشركين، وعلى المحن والمصائب، فلم يتوكلوا في جميع الأمور إلا على الله { وكأين من دابةٍ } والدابة كل نفس دبت على وجه الأرض عقلت أو لم تعقل { لا تحمل رزقها } لا تطيق أن تحمله لضعفها عن حمله { الله يرزقها وإياكم } أي لا يرزق تلك الدواب الضعاف إلا الله ولا يرزقكم إلا هو، وعن الحسن: لا تحمل رزقها أي لا تدخره إنما تصبح فيرزقها الله، وقيل: ليس شيء يخبئ إلا الإِنسان والنملة والفأرة { وهو السميع } لأقوالكم { العليم } بما في ضمائركم، ثم بيّن تعالى قبح أقوال المشركين وأفعالهم مع اعترافهم بأنه الخالق فقال سبحانه: { ولئن سألتهم } أي معنى سألت يا محمد هؤلاء المشركين { من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر } ذللهما بأن سيرهما المنافع الخلق { ليقولن الله } أي فيقرون ويقولون هو الخالق لهما والمسخر { فأنى يؤفكون } تعجب من حالهم وسوء اختيارهم أي مع إقرارهم أنه الخالق كيف يصرفون عن عبادته إلى عبادة حجر لا تضر { الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر } أي يوسع ويضيق بحسب المصلحة { إن الله بكل شيء عليم } يعلم مصالح عباده سبحانه وتعالى عمَّا يقولون { ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء } وهو المطر، قوله تعالى: { فأحيا به الأرض من بعد موتها } يعني أن اسألهم عن المسبب لأرزاق العباد من المطر وينبت النبات ويُخرج الأنهار { ليقولن الله } ينشئ ذلك كله، وإنما قال: فأحيى به الأرض لأنه أجرى العادة أن ينبت النبات بالماء والمطر ولولا هذه العادة لجاز أن يخرج النبات من غير ماء ولا مطر { قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون } يعني لا يشكرون الله على نعمائه والحمد لله على ما هدانا إلى معرفة توحيده وعدله والتمسك بعبادته.