الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } * { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ } * { وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ } * { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْبَاطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ }

{ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن } قيل: لا تخاصموهم، قيل: هم نصارى نجران، وقيل: أراد من أسلم، وقيل: أراد اليهود وأمر باللطف معهم، إلا بالتي هي أحسن ألطف القول وأرأفه ليكونوا أقرب إلى القبول { إلاَّ الذين ظلموا منهم } فسدوا الذمة ومنعوا الجزية فإن أولئك مجادلتهم بالسيف، وعن قتادة: الآية منسوخة بقوله:قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } [التوبة: 29] ولا مجادلة أشد من السيف { وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم } التوراة والإِنجيل { وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون } مخلصون بالتوحيد منقادون بالطاعة { وكذلك أنزلنا إليك الكتاب } كما أنزلنا الكتب عليهم أنزلنا عليك الكتاب أيضاً { فالذين آتيناهم الكتاب } أي علم الكتاب { يؤمنون به } ، قيل: الكتاب القرآن ومن آمن به أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { ومن هؤلاء } قيل: أصحاب مكة، وقيل: العرب { من يؤمن به } بالقرآن، وقيل: الكتاب هو التوراة والإِنجيل والذين يؤمنون به عبد الله بن سلام وأصحابه { وما يجحد بآياتنا إلاّ الكافرون } يعني آيات القرآن مع ظهورها وزوال الشبهة، قيل: هو كعب بن الأشرف وأصحابه، قوله تعالى: { وما كنت } يا محمد { تتلوا من قبله من كتاب } أي من قبل القرآن، وقوله: { ولا تخطُّهُ بيمينك } أي لو كنت تقرأ كتاباً وتكتب لارتاب الكفار ولشكوا وقالوا لعله تعلّم القرآن { إذاً لارتاب المبطلون } قيل: مشركو مكة إذ قالوا شيء كتبه محمد { بل هو آيات } أي حجج واضحات يعني القرآن { في صدور الذين أوتو العلم } وهم علماء المؤمنين علموا أن القرآن معجزة فآمنوا به وعلموا بما فيه فهو محفوظ في صدورهم مَتْلُو على ألسنتهم لا يشكون فيه { وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون } لأنفسهم بأن أوردوها العذاب الأليم { وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه } يعني الكفار قالوا ذلك تعنتاً، لولا أنزل عليه آيات أي وحي كما أنزل على الأنبياء قبله فجعلوا ما معه غير حجة إلقاء للشبهة على العوام، وقيل: أرادوا آيات القيامة { قل } يا محمد { إنما الآيات عند الله } المعجزات والحجج، أي هو القادر على جميع ذلك { وإنما أنا نذير مُبين } { أولم يكفهم } قيل: أراد اليهود { انا أنزلنا عليك الكتاب } معجزة لك وبياناً للشرائع يزيد على معجزات الأنبياء { يتلى عليهم } يقرأ عليهم { إن في ذلك لرحمة } أي نعمة عظيمة { وذكرى لقوم يؤمنون } يصدقون { قل كفى بالله بيني وبينكم شهيداً } أني قد أبلغتكم ما أرسلت به اليكم وأنذرتكم وإنكم قابلتموني بالجحد والتكذيب، وروي أن كعب بن الأشرف وأصحابه قالوا: يا محمد من يشهد لك { قل كفى بالله } { يعلم ما في السماوات والأرض } فهو مطلع على أمري وأمركم وعالم بخفي باطني وباطنكم { والذين آمنوا بالباطل } وهو ما تعبدون من دون الله { وكفروا بالله } وآياته { أولئك هم الخاسرون } حيث أشركوا الكفر بالايمان.