الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ }

{ فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرّقوه } لما أعجزتهم الحجة عدلوا إلى الوعيد والحريق، وهكذا حال الجاهلية والمبتدعة إذا أعيتهم الحجَّة عدلوا إلى السفاهة والوعيد { فأنجاه الله من النار } أي خلصه من الحريق، وروي أنه لم ينتفع في ذلك اليوم بالنار يعني يوم ألقي في النار وذلك لذهاب حرها { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } أي في نجاته في النار وهو في وسطها حجة على نبوته، وخصّ المؤمنين لأنهم ينتفعون بها ويتفكرون { وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودة بينكم في الحياة الدنيا } يعني الذين اتخذتم هذه الأوثان وعبدتموها مودة بينكم تعاقبون على عبادتها، وقيل: إنكم لم تعبدوها بحجة وإنما عبدتموها اتباعاً لأسلافكم ورؤسائكم لتدوم بينكم المودة في الدنيا { ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض } قيل: يتبرأ المعبود من عبادتها والعابدون من معبودها وهو الاتباع من المتبوعين والمتبوع من الاتباع وصار بعضكم أعداء لبعض { ويلعن بعضكم بعضاً } أي يدعو بعضكم على بعض { ومأواكم النار } أي يصدكم إلى النار { وما لكم من ناصرين } ثم عطف تعالى قصة لوط، قوله تعالى: { فآمن له لوط } وهو ابن أخت إبراهيم وهو أول من آمن له حين رأى النار لم تحرقه { وقال } يعني إبراهيم { إني مهاجر } من كوثى وهو سواد الكوفة إلى حران ثم منها إلى فلسطين، ومن ثم قال: لكل نبي مهاجرٌ ولإبراهيم مهاجران، وكان معه في هجرته لوط وامرأته سارة وهاجر وهو ابن خمس وسبعين سنة { إلى ربي } إلى حيث أمرني بالهجرة إليه { إنه هو العزيز } الذي يمنعني من أعدائي { الحكيم } الذي لا يأمرني إلا بما هو مصلحتي { ووهبنا له اسحاق } أي أعطيناه إسحاق وهو ابنه من سارة { ويعقوب } ابن اسحاق { وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب } التوراة والإِنجيل والزبور والفرقان { وآتيناه أجره في الدنيا } الثناء الحسن والولد الصالح { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } أي معهم وفي جملتهم وهم الأنبياء.