الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } * { فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } * { وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } * { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً } كان عمر نوح (عليه السلام) ألفاً وخمسين سنة، قالوا: بعث على رأس أربعين سنة ولبث في قومه تسعمائة وخمسين سنة وعاش بعد الطوفان ستين سنة، وعن وهب: أنه عاش ألف وأربعمائة سنة { فأخذهم الطوفان } ما أطاف أو أحاط بكثرة وغلبة من سيل أو ظلام ليل ونحوها { وهم ظالمون } لأنفسهم { فأنجيناه وأصحاب السفينة } كانوا ثمانية وسبعون نفساً نصفهم ذكور ونصفهم إناث منهم أولاد نوح سام وحام ويافث ونساءهم، وقيل: كانوا عشرة خمسة رجال وخمسة نسوة، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " كانوا ثمانية نوح وأهله وبنوه الثلاثة " ، فـ { جعلناها } السفينة أو الجارية { آية } أي عبرة { للعالمين } للخلق على توحيد الله وصدق نبيّه، ثم بيّن تعالى قصة إبراهيم فقال سبحانه: { وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتّقوه } يعني وحدوه واتقوا معاصيه، أو اتقوا عذابه { ذلكم } أي ما تؤمرون به من الدين { خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون } وجه الدلالة والتفكر { إنما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكاً } واختلاقهم تسميتهم الأوثان آلهة وشركاء لله وشفعاء إليه { إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً } لأنها لا تقدر على شيء من النعم فلا تستحق العباده { فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه } وحدوه { واشكروا له إليه ترجعون } إلى حكمه تصيرون يوم القيامة { وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم } وإن يكذبوك بما جئت به { فقد كذب أمم } من قبلهم فأهلكوا { وما على الرسول إلاَّ البلاغ المبين } أي أداء الرسالة وبذل النصيحة والدعاء إلى الدين المبين الواضح الظاهر { أولم يروا } قيل: ألم يعلموا { كيف يبدئ الله الخلق } أي هلاَّ تفكروا في ابتداء خلق الله { ثم يعيده إن ذلك على الله يسير } لا تعب عليه فيه ولا نصب فإن من قدر على ذلك قدر على إرسال الرسل والمعجزات { قل } يا محمد لهم { سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق } ما ينشأ من الأشجار والنبات وسائر الحيوانات وغيرها فمن قدر عليها قدر على الإِعادة { ثم الله ينشئ النشأة الآخرة } يعيدهم بعد فنائهم { إن الله على كل شيء قدير } فيفعل ما يشاء { يعذب من يشاء } وهو من استحق العذاب من الكافرين والفاسقين { ويرحم من يشاء } من أهل طاعته { وإليه تقلبون } تردون وترجعون، قوله تعالى: { وما أنتم بمعجزين } ربكم أي تفوتونه، أي هربتم من حكمه وقضائه في الأرض الفسيحة { ولا في السماء } التي أفسح منها وأبسط لو كنتم فيها كقوله تعالى:إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا } [الرحمن: 33] وقيل: ولا من في السماء { وما لكم من دون الله } أي ليس سوى الله أحد يتولى نصرهم ونجاتهم من العذاب { والذين كفروا بآيات الله } قيل: بالقرآن، وقيل: سائر الحجج { ولقائه } ولقاء جزائه يوم البعث { أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب اليم }.