الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤـمۤ } * { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } * { وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ } * { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله تعالى: { الم } { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } الآية نزلت في عمار بن ياسر وكان يعذب في الله، وقيل: نزلت في أناس كانوا بمكة من المسلمين وكتب اليهم من في المدينة أنه لا يقبل منكم الإقرار بالشهادة حتى تهاجروا فخرجوا فردهم المشركون فنزلت هذه الآية فبعثوا بها اليهم فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوا فمنهم من قتل ومنهم من نجا، وقيل: نزلت في مهجع مولى عمرو كان أول من قتل من المسلمين يوم بدر فجزع أبوه وامرأته فنزلت الآية فقال (عليه السلام): " سيد الشهداء مهجع " وقيل نزلت في هشام بن المغيرة المخزومي ارتد عن الإِسلام ولم يحتمل أذى المشركين بمكة، وقوله: { الم } اسم السورة، وقيل: إشارة إلى حروف القرآن، وقيل: هو ابتداء أسماء الله { أحسب الناس } أي ظنوا يعني الذين أصابهم محن الدنيا فجزعوا أن يتركوا بغير اختبار { أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } أي لا يختبرون، يعني يعاملون معاملة المختبر، وقيل: معناه أن لا يُمتحنوا بعد إظهار الإِسلام كلا بل يُمتحنوا ليظهر الصادق من الكاذب، وقيل: يفتنون في أموالهم وأنفسهم، وقيل: يصابون بشدائد الدنيا والأولى حمله عن الجميع { ولقد فتنا الذين من قبلهم } أي من قبل أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } بظهور المعلوم { أم حسب الذين يعملون السيئات } يعني الكبائر والمعاصي { أن يسبقونا } أي يفوتونا فوت السابق للغير ولا يقدر على أخذهم والانتقام منهم { ساء ما يحكمون } أي بئس حكماً حكمهم { من كان يرجو لقاء الله } يعني من يطمع في ثواب الله، وقيل: من كان يعلم ويؤمن بلقاء الله { فإن أجل الله لآت } وهو الموعد للجزاء والبعث { وهو السميع } لأقوالكم { العليم } بضمائركم { ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه } وهو جهاد العدوّ وجهاد النفس، يعني لأنه يقع له الثواب والجنة والغنيمة في الدنيا والآخرة { إن الله لغني عن العالمين } يعني عن خلقه وأعمالهم.