الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { وَقَالُوۤاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَارِثِينَ } * { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِيۤ أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي ٱلْقُرَىٰ إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } * { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

{ إنك لا تهدي من أحببت } أي لا تقدر أن تدخل في الاسلام كل من أحببت { ولكن الله يهدي من يشاء } لأن الالطاف تنفع فيه، والآية نزلت في أبي طالب الذي ذكره في الكشاف أنه مات كافر واحتج بالآية، والذي روي في الحاكم أنه أسلم وفي إسلامه إجماع أهل البيت وهم أعلم بأحواله، وكان لأبي طالب عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيادي مشكورة عند الله تعالى، وقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعاه فأسلم ذكره في الحاكم { وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا } الآية نزلت في الحارث بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إنا نعلم إنما جئت به حق ولكنا نخاف ان اتبعناك تخطفنا العرب لاجتماعهم على اختلافنا ولا طاقة لنا بهم فنزلت، وقالوا يعني الكفار: { إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا } أرض مكة والحرم { أولم نمكن لهم حرماً } من دخله كان آمناً، وكانت العرب يقولون أهل مكة آمنون { يجبى اليه } تجمع إليه من كل جهة { ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا } من عندنا { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أن الإِسلام بالهدى { وكم أهلكنا من قرية } أي أهل قرية { بطرت معيشتها } أي أشرت وبطرت وكفرت بالله مثل عاد وثمود { فتلك مساكنهم } يعني من لم يصدقك فلينظر إلى آثارهم { لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً } يعني لم يعمر منها إلا قليل وأكثرها خراب وهم المؤمنون الذين فارقوا البلد حتى عذب الكفار وسكنوها بعدهم { وكنا نحن الوارثين } يعني لم يبق منهم أحد { وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً } ، قيل: أم القرى مكة، وهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم الأنبياء { يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون } فلا نهلكهم مع كونهم ظالمين إلا بعد تأكيد الحجة والإِلزام ببعثة الرسل كما قال:وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } [هود: 117] { وما أوتيتم من شيء } أي ما أعطيتم من مال ونحوه في الدنيا فهو { متاع الحياة الدنيا } أي يتمتع بها ويتزين بها { وما عند الله } من الثواب { خير وأبقى } لأنه دائم لا يفنى { أفلا تعقلون } أي هلا تعلمون؟!