{ واستكبر هو وجنوده } أي تعظموا أن يقبلوا الحق { في الأرض بغير الحق وظنّوا أنهم إلينا لا يرجعون } { فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم } في البحر فأغرقناهم فيه قيل: نيل مصر، وقيل: من وراء مصر { فانظر كيف كان عاقبة الظالمين } { وجعلناهم أئمة } أي قادة رؤساء { يدعون إلى النار } ، قيل: أنه يأمر الملائكة أن يقودوهم إلى النار وقومهم يتبعونهم فيصيرون في حكم القادة، وقيل: هو في الدنيا، ومعنى جعلناهم حكمنا أنهم رؤساء الضلالة لأنهم يدعون إلى النار، يعني الأفعال التي بها تستحق النار { ويوم القيامة لا ينصرون واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة } إلى آخر الدهر وذلك قوله تعالى:{ الا لعنة الله على الظالمين } [هود: 18]، وقيل: هو من ذكرهم من المؤمنين وغيرهم لعنهم { ويوم القيامة هم من المقبوحين } ، قيل: من المشهورين الخلقة بسواد الوجوه وزرق الأعين، وقيل: من المهلكين { ولقد آتينا موسى الكتاب } يعني التوراة { من بعد ما أهلكنا القرون الأولى } يعني جماعات من كان قبله من الكفار كقوم نوح وعاد وثمود بصائر قيل: هو صفة لهلاكهم يعني جعلنا هلاكهم عظة وبصيرة يستدل بها العاقل على قبح أفعالهم، وهذا دلالة لمن تبعه واقتدى به ورحمة لمن آمن به، وقيل: جعلنا فيه { وهدى ورحمة } أي بياناً لطريق رشدهم في الدنيا والآخرة { لعلهم يتذكرون } فيه { وما كنت بجانب الغربي } ، قيل: أراد جانب الوادي الغربي، وقيل: غربي الجبل وهو الموضع الذي كلم الله فيه موسى وأرسله إلى فرعون { إذ قضينا إلى موسى } الأمر فصلنا الأمر بما أمرناه به وقومه { وما كنت من الشاهدين } ، قيل: من الحاضرين هناك ولكن أوحينا إليك بذلك.