الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } * { إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } * { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ } * { أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ ٱلَّذِي يُخْرِجُ ٱلْخَبْءَ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } * { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } * { قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { ٱذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ } * { قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ إِنِّيۤ أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } * { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } * { أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }

{ فمكث غير بعيد } أي لبث قليلاً وجاء الهدهد فقال: ما الذي أبطأك؟ { فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإٍ بنبأ يقين } أحطت يعني علمت شيئاً، وسبأ: اسم رجل باليمن، وقيل: اسم مدينة { إني وجدت امرأة تملكهم } أي تملك أهل سبأ اسمها بلقيس { وأوتيت من كل شيء } أخبار عن سعة ملكها { ولها عرش عظيم } ، قيل: أن عرشها كان ثمانين ذراعاً في ثمانين وسمك ثمانين، وقيل: ثلاثين، وكان من ذهب وفضة مكللاً بأنواع الجواهر، وكان قوائمه من ياقوت أحمر وأخضر ودُرّ وزمرد { وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزيَّن لهم الشيطان أعمالهم } يعني عبادتهم الشمس، قوله تعالى: { فصدّهم عن السبيل } أي صدّهم عن سبيل الحق { فهم لا يهتدون } إلى طريق الرشد { ألا يسجدوا } ، قيل: المراد سجود الصلاة، وقيل: هذا من كلام الهدهد قاله بحضر سليمان، وقيل: هو اعتراض في الكلام { لله الذي يُخرج الخبء } ، قيل: الغيب وهو ما غاب عن الإِدراك، يعني يعلم غيب السماوات والأرض، وقيل: خبء السماء المطر والرياح، وخبء الأرض النبات والأشجار { ويعلم ما تخفون وما تعلنون } يعني يعلم السر والعلانية { الله لا إله إلا هو } أي لا شريك له { رب العرش العظيم } ، وقيل: أيضاً هذا من كلام الهدهد { قال سننظر } في أمرك { أصدقت أم كنت من الكاذبين } ثم كتب سليمان كتاباً وختمه بالمسك ثم قال للهدهد: { اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون } وروي أنه حمله بمنقاره وطار حتى وقف على رأس المرأة وألقاه إليها وحولها الملأ، وقيل: دخل من كوة البيت وهي نائمة وألقى الكتاب عند رأسها فنبهت ورأت الكتاب ففزعت وخافت أن يكون وقع في ملكها شيء، وقيل: أتى اليها وهي لثلاثة أيام من صنعاء اليمن وكانت عربية كاتبة { فقالت يا أيها الملأ } وهم يومئذ اثني عشر ألف قائد مع كل قائد مائة ألف { إني ألقي إلي كتاب كريم } وسمي كريماً لأنه كان مختوماً، وقيل: شرف بشرف صاحبه ولأن الطائر أتى به { إنه من سليمان } لأنه كتب من عبد الله سليمان إلى بلقيس ملكة سبأ { إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم } ، وقيل: إنها كانت بخبر سليمان { ألاّ تعلوا عليّ } أي لا تتكبروا عليَّ { وأتوني مسلمين } مؤمنين بالله ورسوله.