الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَٱلْغَاوُونَ } * { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } * { قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } * { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } * { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } * { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ } * { قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ } * { وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمَرْجُومِينَ } * { قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ } * { فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ فكبكبوا فيها هم والغاوون } أي كبوا على وجوههم في النار هم والغاوون هم { وجنود ابليس أجمعون } شياطينه، ومتبعوه من عصاة الجن والإِنس { قالوا وهم فيها يختصمون } يجوز أن ينطق الله الأصنام حتى يصح التقاول والتخاصم، ويجوز أن يجري ذلك بين العصاة والشياطين { تالله إن كنا لفي ضلال } عن الحق { إذ نسويكم برب العالمين } والتسوية إعطاء أحد الشيئين مثل ما يعطي الآخر أي نشرككم وإياه في العبادة والطاعة، فقبلنا منكم ورددنا على الأنبياء { وما أضلنا } يعني أغوانا { إلا المجرمون } وهم الشياطين، وقيل: رؤساؤهم وكبراؤهم كقوله:إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا } [الأحزاب: 67]، عن السدي: الأولون الذين اقتدوا بآبائهم { فما لنا من شافعين } كما نرى المؤمنين لهم شفعاء من الملائكة والنبيين { ولا صديق حميم } من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء لأنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنهم شفعاؤهم عند الله وكان لهم الأصدقاء من شياطين الانس، وقيل: قريب يحفظ حق القرابة، وقيل: الحميم الذي يحمي عليه وهو الذي يهمُّه ما يَهُمك { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } أي عودة إلى الدنيا { إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم } { كذبت قوم نوح المرسلين } يعني كذبوا إلى توحيد الله { إذ قال لهم أخوهم نوح } يعني أخاهم في النسب لا في الدين { ألا تتقون } عذاب الله، قوله تعالى: { فاتقوا الله وأطيعون } { وما أسألكم عليه من أجر } من أموالكم { إن أجري إلا على رب العالمين } { قالوا أنؤمن لك } استفهام، والمراد إنكار، أي لا نؤمن لك { واتبعك الأرذلون } ، قيل: كانوا أصحاب الخرق كالحاكة ونحوها من الحجامة والصناعة وهكذا كانت يقولون في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: نسبوهم إلى النفاق والمعاصي وبما لا يجوز في الدين، وقيل: السفلة، قال أبو مسلم: جواب نوح (عليه السلام) دل على أنهم نسبوا من يتبعه إلى ما لا يجوز { قال وما علمي بما كانوا يعملون } وأي شيء علمي، والمراد انتفاء علمه بإخلاص أعمالهم، وقيل: ليس على حسابهم وإنما حسابهم على الله { لو تشعرون } تعلمون { وما أنا بطارد المؤمنين } أي لا أبعدهم من مجلسي { إن أنا إلا نذيرٌ مبين } مخوف مبين للحق والأحكام { قالوا لئن لم تنته يا نوح } من دعائك { لتكونن من المرجومين } بالحجارة، وقيل: بالشتم، وقيل: من المقتولين عن ابن عباس { قال رب إن قومي كذّبون } { فافتح بيني وبينهم فتحاً } أي احكم بيني وبينهم حكماً، فأنزل الله العذاب عليهم في الدنيا { ونجني ومن معي من المؤمنين }.