الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } * { وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } * { قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } * { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } * { قَالُوۤاْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَٱبْعَثْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ } * { يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ } * { فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } * { وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ } * { لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ ٱلْغَالِبِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ } * { قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ } * { فَأَلْقَوْاْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ ٱلْغَالِبُونَ } * { فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } * { فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } * { قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } * { قَالُواْ لاَ ضَيْرَ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } * { إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَآ أَن كُنَّآ أَوَّلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: { فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين } حيَّة عظيمة، قاله جار الله: والذي قاله الحاكم: أنها انقلبت حيَّة ارتفعت في السماء قدر ميل ثم انحطت مقبلة لفرعون وجعلت تقول: يا موسى مرني بما شئت، ويقول فرعون: أسألك بالذي أرسلك إلا أخذتها، فأخذها فعادت عصا كما كانت، فقال فرعون: هل غيرها، فنزع يده قيل: أخرجها من جيبه، وقيل: من اللباس الذي عليه { فإذا هي بيضاء للناظرين } ، قيل: كانت بيضاء نورها كالشمس في إشراقها، فلما رأى مرة على أشراف الناس الذي في المجلس { قال للملأ حوله إن هذا } يعني موسى { لساحرٌ عليم } بالسحر { يريد أن يخرجكم من أرضكم } ويأخذ ملككم، وقيل: يخرج بني إسرائيل قهراً وهم عبيدكم بسحره، قيل: يوقع العداوة بينكم فيحارب بعضكم بعضاً، وقيل: بحيلته { فماذا تأمرون } من المؤامرة وهي المشاورة { قالوا أرجه وأخاه } أرجه بالهمز والتخفيف وهما لغتان والمعنى إرجه ومناظرته لوقت اجتماع السحرة، وقيل: احبسه وأخاه { وابعث في المدائن حاشرين } خائفين { يأتوك بكل ساحر عليم } ، قيل: اجتمع ثمانون ألفاً، وقيل: اثني عشر ألفاً، قوله تعالى: { فجمع السحرة لميقات } أي لوقت { معلوم } وهو يوم الزينة، وقيل: كان اجتماعهم بالاسكندرية { وقيل للناس هل أنتم مجتمعون } لننظر ما يفعله الفريقان ولمن تكون الغلبة { لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين } لموسى، قيل: أرادوا نتبع السحرة الذي جاء به فرعون، وقيل: أرادوا بالسحرة موسى وهارون ومن معهما، وإنما قالوه استهزاء { فلما جاء السحرة } ، قالوا لفرعون: { أئن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين } فأجابهم فرعون { قال نعم وإنكم إذاً لمن المقربين } يعني زيادة تقريب، ثم بيّن تعالى ما جرى بينهم عند الوعيد فقال سبحانه: { قال لهم موسى } وفي الكلام حذف كأنه قال: فلما اجتمعوا قال لهم موسى: { ألقوا ما أنتم ملقون } { فألقوا حبالهم وعصيهم } ، وقيل: صيروها بألوان والزئبق في وسطها يوهمون أنها حيّات وقد وكنوا على سحرهم الذي قدروا أنهم يغلبون به موسى { وقالوا بعزّة فرعون إنا لنحن الغالبون } فلما رأى موسى ذلك ألقى عصاه فصارت ثعبان وفتح فاه { فإذا هي تلقف ما يأفكون } { فألقي السحرة ساجدين } سجدوا خاضعين، ومتى قيل: ما الذي ألقاهم ساجدين؟ قيل: الحق الذي عرفوا فرأوا الحجة الذي بهرتهم { قالوا آمنا برب العالمين } { رب موسى وهارون } وأضافوا اليهما لأنهما دعوا إليه وأخلصا له العبادة والناس يعتقدون ربوبيّته، فعند ذلك قال فرعون: { آمنتم } له يعني لموسى، ويحتمل الله تعالى { قبل أن آذن لكم إنه } يعني موسى { لكبيركم الذي علَّمكم السحر فلسوف تعلمون } تهديداً لهم { لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف } يعني اليد اليمنى والرجل اليسرى { ولأصلبنكم أجمعين } { قالوا لا ضير إنّا إلى ربنا منقلبون } { إنّا نطمع } نرجو { أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين } بآيات موسى.