الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } * { عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ } * { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } * { وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ } * { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ } * { فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ } * { كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } * { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } * { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ } * { ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } * { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } * { ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ }

قوله تعالى: { إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم } ثم بيّن تعالى حديث القرآن فقال سبحانه: { وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح } يعني جبريل سمي روحاً لأنه روحاني، وقيل: سمي روحاً لأن الأرواح تحيى به لما ينزل من البركات { الأمين } لأنه أمين الله على وحيه { على قلبك } يا محمد، وهو توسيعٌ لأنه تعالى سمعه جبريل فحفظه، وينزل على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقرأ عليه فيحفظه ويعيه بقلبه كأنه نزله على قلبك، وقيل: معناه أن الحفظ فعل الله تعالى في قلبه وهو المعلم بكيفية القراءة { لتكون من المنذرين } من المخوفين عباد الله { بلسان عربي مبين } يعني القرآن بلغة العرب لأنه لو نزله باللسان الأعجمي لقالوا: ما نصنع بما لا نفهم، فيتعذر الانذار به، وإنما أنزله بالعربية التي هي لسانك ولسان قومك { وإنَّه } يعني القرآن { لفي زبر الأولين } ذكره مثبت في سائر الكتب السماوية، وقيل: الدعاء إلى التوحيد والعدل والاعتراف وأخبار الأمم الذي نزل به القرآن، وقيل: ذكر القرآن والبشارة به وبمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مذكور في الكتب، وهذا القول عن أكثر المفسرين، قال جار الله: { وعلماء بني إسرائيل } عبد الله بن سلام وغيره، قال تعالى: { وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين } { ولو نزّلناه على بعض الأعجمين } أي لو نزّلنا القرآن على أعجم لا يفصح ولا يحسن العربية وإن كان منسوباً إلى العرب، وقيل: لو نزلناه على رجل ليس بعربي { فقرأه عليهم } أي على العرب { ما كانوا به مؤمنين } يعني لما آمنوا به أنفة من أتباع غير العرب { كذلك سلكناه في قلوب المجرمين } أدخلناه ومكناه، والمعنى أنا أنزلنا هذا القرآن على رجل عربي بلسان عربي مبين، فسمعوا به وفهموه وعرفوا فصاحته وأنه معجزة لا يعارض بكلام مثله { لا يؤمنون به } يعني أنهم لا يزالون على التكذيب به وجحوده حتى يعاينوا الوعيد، ويجوز أن يكون حالاً، أي سلكناه فيها غير مؤمنين به { حتى يروا العذاب الأليم } الوجيع، فيأتيهم بغتة يعني العذاب { وهم لا يشعرون } أي لا يعلمون { فيقولوا هل نحن منظرون } أي مؤخرون { أفبعذابنا يستعجلون } نزلت الآية في المشركين قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى متى تعدنا العذاب؟ فنزلت: { أفبعذابنا يستعجلون } نزلت الآية في المشركين قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى متى تعدنا العذاب؟ فنزلت: { أفبعذابنا يستعجلون } وهذا تهديدٌ لهم { أفرأيت إن متعناهم سنين } هذا جواب لقولهم هل نحن منظرون؟ يعني لو متعناهم بطول المهلة وكثرة النعمة سنين كثيرة { ثم جاءهم } ما وعدوا به من العذاب { ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } من العذاب أي ما كفى عنهم شيئاً من العذاب { وما أهلكنا من قرية إلاَّ لها منذرون } يعني نسبق الإِنذار بالرسل وإقامة الحجة { ذكرى } أي تذكرة لهم وموعظة { وما كنا ظالمين } لأنهم استحقوا ذلك.