الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } * { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ } * { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } * { قَالَ كَلاَّ فَٱذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ } * { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } * { وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } * { قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّالِّينَ } * { فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ } * { قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ } * { قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ } * { قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } * { قَالَ رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } * { قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ } * { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مُّبِينٍ } * { قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ }

{ قوم فرعون ألا يتقون } ، قيل: معناه هل اتقوا الكفر والمعاصي { قال } موسى { رب إني أخاف أن يكذبون } { ويضيق صدري } بتكذيبهم { ولا ينطلق لساني } للعقدة التي فيه { فأرسل إلى هارون } أرسل إليه جبريل واجعله نبيَّاً وازرني به واشدد به عضدي { ولهم علي ذنب } أراد بالذنب قتله القبطي { فأخاف أن يقتلون } { قال } ، الله تعالى: لا يكون كما ظننت { فاذهبا } يعني موسى وهارون { بآياتنا إنا معكم مستمعون } سماع من يعينك ويحفظ { فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين } { أن أرسل معنا بني إسرائيل } ولا تعذبهم ولا تستعبدهم، وروي أنه استعبدهم أربعمائة سنة، وروي أنهما انطلقا إلى باب فرعون وكان بفلسطين فلم يؤذن لهما سنة حتى قال البواب: أن ها هنا إنساناً يزعم أنه رسول الله، فقال: ائذن لهما لعلنا نضحك منه { قال ألم نربك فينا وليداً } يعني قال ذلك على وجه الاستفهام { ألم نربك فينا وليداً } { ولبثت فينا من عمرك سنين } قال ذلك إظهاراً لنعمته عليه، وقيل: قالوا إنكاراً لرسالته، وروي أنه لبث فيهم ثلاثون سنة { وفعلت فعلتك التي فعلت } يعني قتل القبطي { وأنت من الكافرين } بالدين، وقيل: من الكافرين لنعمتي { قال فعلتها إذاً وأنا من الضالّين } من الوحي والشرع، وروي أنه قتل القبطي وهو ابن اثني عشر سنة، وقرأ ابن مسعود (رضي الله عنه) من الجاهلين { ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين } أي من جملة الأنبياء { وتلك نعمة تمنها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل } والمعنى تعبيدك بني إسرائيل نعمة تمنها عليّ { قال فرعون وما رب العالمين } ، قيل: كان عارفاً بالله أنه الخالق وإنما أراد تلبيساً على العوام، وقيل: كان منكراً لذلك { قال } موسى (عليه السلام): { رب السماوات والأرض } أي خالقهما { وما بينهما } من الخلق { إن كنتم موقنين } ، قيل: كانوا عارفين معاندين، وقيل: إن كنتم مؤمنين أنه لا بدّ لهما من محدث وعلمتم أنكم لم تحدثوها { قال } فرعون { لمن حوله } من أشراف قومه، قيل: كانوا خمسمائة رجل { ألا تستمعون } لما يقول تعجيباً لهم من قول موسى { قال } موسى (عليه السلام) { ربكم ورب آبائكم الأولين } يعني خالق الجميع، { قال } فرعون { إن رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون } ، سماه رسولاً استهزاء ووصفوه بالجنون، فزاد موسى بالبينات { قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون } يعني إن كنتم عقلا فتدبروا لتعرفوا، وقيل: إن كنتم تعقلون كلامي { قال } فرعون { لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين } فأجاب موسى { أولو جئتك بشيء مبين } بمعجزة تبيّن صدق قولي { قال فأت به إن كنت من الصادقين } يعني صادقاً في قولك، قيل: قاله سخرية، وقيل: قاله استهزاء.